بعد حادثة المشجع الذي نزل قبل بداية مباراة الهلال والسد لارضية ملعب استاد الملك فهد الدولي والتي اعقبها ضجة كبرى وردود افعال متفاوتة على الصعيدين الجماهيري والاعلامي خاصة فيما يتعلق بردة فعل رجل الامن تجاه المشجع، ومع تأكيدنا على ان ماقام به المشجع وردة فعل رجل الامن بتلك الصورة خاطئة تماما فإنه من المهم إيجاد حلول عملية حفاظاً على سلامة الجميع وعدم تكرار تلك المناظر المؤسفة التي شاهدناها..
طبعا في البداية لابد من التأكيد على أن ما يبذله رجال الأمن من جهد كبير خلال المباريات خصوصاً تلك اللقاءات الجماهيرية هو محل تقدير الجميع خاصة وأنهم يعانون فعلا في ظل تواجدهم بالملاعب منذ وقت مبكر قبل المباريات وبعد نهاية المباريات مما يسبب لهم الإرهاق والتعب وبالتالي ربما يكون ذلك سبباً مباشراً لأن يفقدوا اعصابهم في بعض الأحيان كما حدث في مباراة الهلال والسد..! ومن هنا تطرح (الجزيرة) مقترحاً نرى أنه قابل للتطبيق على أرض الواقع لإدارة المباريات أمنياً بشكل احترافي بعيداً عن الاجتهادات والإجراءات الحالية ويتلخص باستحداث قسم في إدارات الشرطة بمناطق المملكة تحت مسمى (أمن الملاعب) مثلا يُضم إليه عددا من رجال الأمن وفق مواصفات معينة على أن يتلقى منسوبو هذا القسم دورات تدريبية تتركز على كيفية التعامل مع الجمهور بطرق وأساليب مناسبة تحفظ حقوق الطرفين على أن يتم تخصيص بدلات وحوافز مجزية لهم نظير ما يبذلونه من جهد وكذلك صرف مكافآت للمجيدين منهم في التعامل الأمثل مع الجماهير الرياضية.. وأصبح استحداث تلك الأقسام أكثر إلحاحاً في ظل أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرعاه الله- بإنشاء 11 إستاداً رياضياً في عدد من مناطق المملكة على أعلى المواصفات والمعايير العالمية، على غرار ما تم إنجازه في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، والتي يتسع كل واحد من تلك الإستادات لخمسة وأربعين ألف متفرج..
وفي المقابل لابد أن تتحرك الرئاسة العامة لرعاية الشباب لاصدار نظام عقوبات مناسب لأي شخص يرتكب أي عمل غير لائق يتعارض ونظام وأمن الملاعب..ولعل من أهم العقوبات التي من المفترض تطبيقها هي الحرمان من دخول الملاعب وحضور المباريات لأي شخص يرتكب أي من المخالفات والتجاوزات التي نشاهدها في بعض المباريات وذلك بعد أن يتم ربط عملية الحصول على التذاكر برقم بطاقة الأحوال المدنية لتطبيق نظام العقوبات..مع التأكيد على أهمية دور وسائل الإعلام والأندية في نشر الرسائل التوعوية بين الجماهير الرياضية حول أهمية الحفاظ على سمعة وصورة أنديتهم أمام الجميع باحترام الأنظمة وأن يكون المشجع هو واجهة مضيئة لناديه..