الدعوة إلى الله شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، ووظيفة المرسلين وسبيل خاتم النبيين عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم، وهي مهمة ورثتهم من العلماء والدعاة، وثمراتها البشرية جمعاء في تعبيد الناس لله تعالى وإصلاح أحوالهم في الدين والدنيا.
وانطلاقاً من أهمية الدعوة في توضيح أحكام الحج والعمرة والزيارة بالدليل من الكتاب والسنة، فإن وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يرتكز عملها خلال موسم الحج على تنفيذ مجموعة من البرامج الدعوية التي تصب في خدمة ضيوف الرحمن، والقيام بواجب التوعية الإسلامية التي تهدف إلى تأصيل العقيدة الصحيحة والتحذير مما ينافيها أو يقدح فيها وإرواء غليل السائل فيما يتعلق بأحكام دينه، مع إبراز محاسن الإسلام ويسره في العبادات والمعاملات وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين الحنيف.
ويعد برنامج التوعية الإسلامية في الحج، هو البرنامج الرئيس لوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ويشمل هذا البرنامج المناشط الدعوية لتوعية الحجاج والمعتمرين عبر المراكز المخصصة لإجابة السائلين الموزعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي يتم دعمها بالكوادر والمستلزمات والوسائل التي تسهم في تنفيذ الخطة وتقديم أفضل الخدمات الإرشادية لضيوف الرحمن، وذلك من خلال تكليف عدد كبير من الدعاة البارزين والمترجمين المتميزين لشرح المناسك والرد على ما يشكل من الأحكام المتعلقة بها، وكذلك من خلال مراكز التوعية التي تسهم في عملية التيسير على الحجاج وتزويدهم بالمعلومات والتعليمات وتجنيبهم الوقوع في أخطاء أثناء أداء النسك، أو فيما قد يكون مصدراً لجلب المشقة عليهم خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وساحات الحرمين الشريفين والمنافذ البرية والبحرية والجوية والمواقيت، وفي جميع أماكن وجود ضيوف الرحمن عامة.
ولذلك رسخت الوزارة جهودها، وعملت كل ما بوسعها، وحسب إمكاناتها وطاقتها؛ لتحقق النجاح المطلوب، وتنفذ توجيهات ولاة أمر هذه البلاد -حفظهم الله- على جميع الأصعدة الإعلانية والإعلامية التوعوية، وعبر القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، وخدمات الهواتف المجانية، واستخدام جميع الوسائل، وتسخيرها للتوعية في موسم الحج والعمرة، وفق الهدي النبوي.
وتقوم وكالة الوزارة لشئون المساجد والدعوة والإرشاد بترشيح أكثر من 1000 داعية ومترجم للقيام بواجب التوعية الإسلامية في الحج، وترشيحهم يكون عن طريق هيئة التوعية الإسلامية في الحج المكونة بأمر سام، بمشاركة أعضاء هيئة التوعية، وهم من: (وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، ووزارة الحج، والرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى)، وتتولى الوزارة رئاسة هذه الهيئة، ويكون الترشيح حسب ما يراه أعضاء الهيئة بعد مداولاتها، فينظر في الترشيح إلى أمور من أهمها المستوى العلمي الكافي للقيام بهذه المسؤولية، ومعرفة التخصص العلمي الدقيق للمرشح ومدى مناسبته، والحكمة في منهج المرشح، ودعوته، وسلامة ذلك من خلال ما رصد عنه من تقارير أداء في الأعوام السابقة، أو من خلال التزكيات، ونشاطه الدعوي والعلمي العام، إن كان مرشحاً جديداً، ومناشطه العلمية الدعوية، والتوعوية، ومؤلفاته، ومشاركاته الإعلامية وفي الشبكة العنكبوتية، وآراء أعضاء هيئة التوعية من خلال جولاتهم التفقدية وزياراتهم المستمرة، والصفات الشخصية والأخلاقية، وقدرته على التعامل مع الناس، وتتم الاستعانة بالدعاة وطلبة العلم من خارج الوزارة من الجهات الحكومية المختلفة ذات العلاقة كرئاسة الإفتاء، والجامعات، وقطاع التعليم، إضافة إلى الاستفادة من المتقاعدين من طلبة العلم الذين كان لهم مشاركات سابقة، ولديهم القدرة على العطاء خلال الموسم، كذلك تتم الاستعانة بالمترجمين لمرافقة الدعاة من أجل التواصل مع الحجاج غير العرب، إذ تقوم الوزارة كل عام بالتعاقد مع المترجمين المتميزين ممن يدرسون في جامعات المملكة مثل الجامعة الإسلامية، وجامعة أم القرى، وغيرها بأكثر من (20) لغة للترجمة المباشرة، و(13) لغة للبرامج الإعلامية، و(8) لغات للهاتف المجاني الآلي، و(32) لغة للمطبوعات، كما تقوم الوكالة بمتابعة سير أعمال الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة، ومتابعة تنفيذ خطتها لموسم الحج، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ خطة اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية وخطة فرع الوزارة في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم الحج، كما تقوم الوكالة خلالوسم الحج بالإشراف على مجموعة من البرامج المتعلقة بالحج منها: التأكد من تهيئة مساجد المواقيت لتكون جاهزة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتهيئة مساجد المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، وكذلك التأكد من تهيئة مساجد مكة المكرمة والمدينة المنورة لما تحتاجه من الفرش والمصاحف وزيادة المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة خلال الموسم، والإشراف على توزيع هدية خادم الحرمين بواقع نسخة من المصحف الشريف لكل حاج من إنتاج مجمع الملك فهد -رحمه الله- لطباعة المصحف الشريف، والإشراف على عملية توزيع الكتب والمطويات الإرشادية المتعلقة بأحكام الحج عند قدوم الحجاج في المنافذ وفي مساجد المواقيت والمشاعر المقدسة بحسب الحاجة.
ومن ضمن الخدمات التي تقدمها الأمانة العامة للتوعية الإسلامية في الحج والعمرة والزيارة لضيوف الرحمن خدمة الهاتف المجاني الذي يقوم بتشغيله نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء أعضاء اللجنة العلمية للإجابة عن استفسارات الحجاج الشرعية من داخل المملكة وخارجها على مدار الساعة، حيث يتم استقبال آلاف المكالمات سنويًا، و ينقسم إلى نوعين : الأول الهاتف المجاني الآلي، وهذا يتم الرد من خلاله آلياً بعدة لغات، وهي: (العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والأردية، والهوسة النيجيرية، والإندونيسية، والبنغلادشية)، وقد تمت برمجة جميع المسائل والأحكام التي تتعلق بالحج والعمرة والزيارة، بحيث يختار المتصل اللغة والموضوع والسؤال، فيجد الإجابة مسجلة آلياً. والنوع الثاني: هو هاتف مجاني مباشر، بحيث يتلقى المشايخ الأسئلة مباشرة من السائلين، وتتم الإجابة عنها فوراً، وفي موسم الحج يعمل هذا الهاتف على مدى 24 ساعة يومياً طوال أيام الموسم، والتجربة كانت رائدة، والنتائج مشجعة، ونطمح إلى تحقيق نتائج أفضل في الأعوام المقبلة لفاعلية ذلك، لحاجة الناس القائمة في الإجابة عن تساؤلاتهم الخاصة بالحج والعمرة. هذا وقد بدأت الوزارة طريقة استقبال الأسئلة عن الحج عبر موقعها بشكل تفاعلي، حيث خصص عدد من المشايخ للإجابة عن أسئلة السائلين عبر الإنترنت، ولقي إقبالاً كبيراً، ولله الحمد.