الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز.. الوفاء والإخلاص

صلاح سعيد الزهراني

الحمد لله الذي أكرم هذه البلاد بحكامها الميامين، وأجرى على أيديهم الخير للبلاد والعباد، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، والصلاة والسلام على خير من طلعت عليه الشمس، المصطفى الأمين المرسل رحمة للعالمين، الذي لا ينطق عن الهوى، أعطى لكل ذي حق حقه، أوصى بتعليم أولادنا السباحة والرماية وركوب الخيل، وكلها من متطلبات القتال والذود عن حياض الإسلام.

والمهارات القيادية والعسكرية منها ما هو فطري يتم صقله بالتدريب والتعليم ومنها المكتسب عن طريق التعلم والاحتكاك بأصحاب الخبرات والمستويات المختلفة والمدارس العسكرية العريقة، وحديثنا اليوم عن أحد حماة العرين، إنه صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، حفيد أسد الجزيرة الملك عبدالعزيز (يرحمه الله)، ونجل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، تخرج من أعرق الأكاديميات العسكرية العالمية وهي أكاديمية (ساندهيرست) البريطانية، ثم تدرج في المناصب العسكرية، وتولى العديد من الوظائف التنفيذية والقيادية في مدارس الحرس الوطني ووحداته العسكرية، وتولى العديد من المناصب القيادية، ثم اختير قائداً لكلية الملك خالد العسكرية التي تقوم على تدريس أحدث المناهج واكتساب المهارات العسكرية المتقدمة وتدرس فيها كل العلوم والمعارف والتقنيات العسكرية وفق أحدث الأساليب والمناهج المتطورة بما يتواكب مع مستجدات العصر في العلوم والتطبيقات، وبعد أن وصل لرتبة العميد التحق بكلية القيادة والأركان التي حصل منها على درجة الماجستير في العلوم العسكرية بتقدير امتياز وكان ترتيبه الأول، وفي عام 1990م تم ترقيته إلى رتبة اللواء، و تم اختياره نائباً لرئيس الجهاز العسكري في رئاسة الحرس الوطني بالإضافة إلى قيادته لكلية الملك خالد العسكرية، وتمت ترقيته بعدها إلى رتبة الفريق عام 1995م، ثم فريق أول عام 2000م، وفي عام 2009م صدر أمر ملكي بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني للشئون التنفيذية برتبة وزير، وفي عام 2010م صدر أمر ملكي بتعيينه وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني.

لقد بنيت الثقة الملكية الغالية على أساس من الواقع والخبرة، ولم تأت من فراغ بل كانت تتويجاً لجهوده ومعرفة بقدراته، وتقييماً لكفاءته، وقد قابل سموه هذه الثقة بالشكر للمليك المفدى طالباً من الله العون على أداء المسئولية، فالمسئولية أمانة في أعناق من يتولاها، فهي تكليف قبل أن تكون تشريفاً، فهنيئاً للمنصب بهذا الرجل العظيم، وهنيئاً لمنسوبي الحرس الوطني بهذا الرجل الفذ، وهو أحد أبناء الحرس الوطني، والكل يكن له كل حب وتقدير واحترام، وهو المهتم بأبناء ومنسوبي الحرس، والمهتم ببناء الفرد الإنسان المقاتل، والساهر على راحة منسوبي الحرس الوطني من خلال المشروعات الصحية والتعليمية ومشاريع الإسكان، والتدريب والتسليح لتحقيق الجاهزية الدائمة للدفاع عن تراب هذا الوطن ومقدساته ومكتسباته.

لقد لازم هذا القائد الشجاع والده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خطواته في بناء هذا الصرح العملاق، وهو سليل هذه المؤسسة ويعرفها وتعرفه وله إسهاماته الملموسة في شتى المجالات والأصعدة، وكان لتدرجه في مناصبها الفضل في الإلمام بكل صغير وكبير عنها.

والحرس الوطني هو أحد تشكيلات الدفاع، يضم الصناديد والشجعان من أبناء هذا الوطن، الساهرون على حماية ثغوره والمستعدون للتضحية بكل غال ونفيس في سبيل الله أولاً ثم المليك والوطن، لذا يتطلع الكثير من أبناء الوطن للالتحاق بالحرس الوطني لنيل شرف الانتساب إليه وخدمة الوطن.

نسأل الله عز وجل أن يبارك لنا في أبناء هذا البلد المعطاء، وأن يحقق آمالنا فيهم وبهم، وأن يعين الجميع على الوفاء بمسئولياتهم وتحقيق تطلعاتنا وآمال الوطن، وأن يبارك لنا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده، وأن يمتعهم بوافر الصحة والسعادة وطول العمر، وأن يديمهم ذخراً للبلاد والعباد وأدام على البلاد ثوب الرخاء والأمن والأمان والرفاهية والاستقرار إنه ولي ذلك والقادر عليه.