اربيل (العراق) - نصير النقيب - برلين - واشنطن - وكالات:
وجهت القوات الأميركية ضربات جديدة إلى التنظيمات المسلحة بالعراق بعد بث شريط فيديو يظهر قطع رأس الصحافي الأمريكي (جيمس فولي) مع التهديد بقتل آخر إن استمر القصف، في حين توعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مباشرة باستئصال التنظيمات المسلحة أو ما يسمى (داعش) من المنطقة. وشنت طائرات أمريكية مطاردة وأخرى بدون طيار 14 غارة جوية على المسلحين في شمال العراق بحسب ما أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية التي تغطي منطقتي الشرق الأوسط ووسط آسيا أمس الأربعاء.
وأوضحت القيادة أن الغارات تركزت على محيط سد الموصل الذي استعادته القوات الكردية الأحد من التنظيم المسلح ودمرت ست (عربات نقل) هامفي وثلاثة مواقع للعبوات الناسفة وأنبوب هاون وشاحنتين مسلحتين تابعة للمسلحين.
وتوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس التنظيمات المسلحة في العراق أو ما يسمى (داعش)باستئصالهم من المنطقة، مشيرا إلى أن ما يسمى (داعش) ليس له مكان في هذه الأيام، ووصف أوباما التنظيم المسلح أو ما يسمى (داعش) الذي تبنى قطع رأس الصحافي الأمريكي بأنه (سرطان لا مكان له في القرن الحادي والعشرين).
وقال أوباما إن المسلحين المتطرفين لا يتحدثون باسم أي ديانة، ليس هناك ديانة تقول بذبح الأبرياء، إن عقيدتهم، فارغة داعيا إلى التعبئة لتجنب انتشار هذا (السرطان).
ودعا أوباما الحكومات والشعوب في الشرق الأوسط إلى العمل معا (لاستئصال هذا السرطان لكيلا يتفشى). وقال أوباما في كلمة ألقاها من ادغارتاون في مساتشوسيتس حيث يمضي إجازة مع أسرته (لقد دمروا مدنا وبلدات وقتلوا مدنيين أبرياء عزل في أعمال عنف جبانة للغاية). وأضاف (لقد خطفوا نساء أخضعن للتعذيب والاغتصاب والعبودية.. لقد اغتالوا مسلمين سنة وشيعة بالآلاف وهاجموا المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى). وتابع محذرا (سنبقى متيقظين وحازمين.. عندما يستهدف أمريكيون في مكان ما نقوم بكل ما في وسعنا لإحقاق العدالة)، داعيا إلى الرفض الواضح لهذا النوع من الأيديولوجيات المدمرة).وكان البيت الأبيض قد أكد في وقت سابق من أمس صحة شريط الفيديو الذي بث أول أمس الثلاثاء ويظهر اغتيال الصحافي الأميركي على الإنترنت عندما ظهر رجل ملثم باللباس الأسود من تنظيم مسلح في مكان مجهول يقطع رأس جيمس فولي. وأكدت الولايات المتحدة أمس نيتها (إرسال نحو 300 جندي أمريكي إضافي إلى العراق بناء على طلب الخارجية الأمريكية بحسب ما أكد مسؤول أمريكي كبير، أمس، مشيرا إلى أن هذه القوات الإضافية التي ستساعد في حماية المقار الدبلوماسية الأمريكية ترفع إلى نحو 1150 عددالجنود والمستشارين العسكريين الأمريكيين الموجودين في العراق.إلى ذلك اتخذت ألمانيا أمس قرارا نادرا في تاريخها بتسليم أسلحة إلى أكراد شمال العراق لتنضم إلى عدد من شركائها الأوروبيين عللته بالسعي إلى منع (كارثة)، وذلك على الرغم من المعارضة القوية للرأي العام. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير (نحن على استعداد لأن نرسل بأسرع ما يمكن إلى الأكراد) مساعدة عسكرية.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني قد دعا دول العالم والمنظمات والمؤسسات الدولية إلى عقد مؤتمر دولي في الإقليم ليتمكن من استقبال وإغاثة النازحين، فيما أكد أن مساعدة النازحين فاقت قدرات حكومة كردستان.وقال البارزاني في بيان عقب لقائه السفير الفرنسي لدى العراق دونيز كوير إن الذين يقطنون في معظم المدن الكبيرة في إقليم كردستان بحاجة ماسة إلى تلك المعونات والمساعدات الإنسانية، محذرا من كارثة إنسانية قد تواجه النازحين من دون حملة دولية لإغاثتهم ومساعدتهم.