هل نحن بحاجة إلى مزيد من المهندسين؟

صرح رئيس هيئة المهندسين بأن شركة أرامكو رفضت مشاركة المكاتب السعوديَّة في تصميم الملاعب الجديدة، مما فتح نقاشًا حول ماهية المكاتب الهندسية السعوديَّة، ولماذا تم استبعادها؟

البعض يَرَى بأن تلك المكاتب أولى بالمشاركة في التصميم من واقع كونها سعودية ويملكها سعوديون ويستعان بها من الباطن من قبل بعض المكاتب الأجنبية. والبعض الآخر ذهب إلى بعد فني فأشار إلى أنها مكاتب سعودية بالمسمى، وأن المهندس السعودي لا يعمل بتلك المكاتب التي يبلغ عدد المعتمد منها 2768 مكتبًا. حيث إن المهندسين المعتمدين في هيئة المهندسين يبلغ 165212 مهندسًا منهم 7610 مهندسين سعوديين فقط، أو ما نسبته أقل من 5 في المئة فقط. غالبية المهندسين المعتمدين من قبل هيئة المهندسين هم من الدول العربيَّة والآسيوية وهذه حجة أخرى تستخدم للدفاع عن «أرامكو» التي يُتوقَّع أن تستعين بمهندسين ومكاتب هندسية أوروبيَّة وأمريكيَّة. بل ويضيف البعض أن غالبية المهندسين السعوديين يعملون مُجرَّد مالكين أو مستشارين بالمكاتب الهندسية ولا يقدمون فكرًا هندسيًا ذا نكهة محليَّة بارزة. يبدو أن الأرقام السابقة لا يدخل ضمنها عدد المهندسين المسجلين بوزارة الخدمة المدنية ويبلغ عددهم أقل من ستة آلاف مهندس.

أقدر لهيئة المهندسين شفافيتها في إعلان الأرقام ودورها في تطوير المهنة عبر اعتماد شهادات المهندسين وتصنيفهم، ولست أودُّ الدخول في جدل، هل «أرامكو» محقة في استبعاد المكاتب الهندسية السعوديَّة أم لا؟ لكن الموضوع بالنسبة لي فتح باب أسئلة حول عدد المهندسين السعوديين وسعودة التخصصات الهندسية وماذا نحن فاعلون في هذا الشأن؟

أبدأ بهيئة المهندسين واسأل عن تفعليها لجانب الدراسات الاستشراقية في هذا المجال؟ لماذا لا تدعم الهيئة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعوديَّة دراسات تُوضِّح إحتياجنا من المهندسين في كلِّ مجال؟ وكيف يمكن سعودة المهن الهندسية أو غالبيتها على المدى المستقبلي؟ وهل تقوم الجامعات بدورها في هذا الشأن أم أننا بحاجة إلى مزيد من الكليات والبرامج في المجالات الهندسية؟ وبعد ذلك نريد أن نتأكَّد من مخرجات الكليات الهندسية وهل تقدم لنا النوعية المطلوبة، أم لا؟

وزارة العمل ووزارة التجارة نسألهم؛ هل سبب عدم وجود المهندس السعودي بالشكل الكافي في القطاع الخاص مرده ندرة الأعداد أم ضعف التأهيل أم أنه يوجد خلل في عملية توظيف المهندس السعودي بالقطاع الخاص؟

برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث ندعوه إلى التوسع في الابتعاث في التخصصات الهندسية لأننا ما زلنا بحاجة إلى سعودة أكثر من 160 ألف وظيفة هندسية يعمل بها الأجانب بالمملكة. وذلك من واقع الاطِّلاع على الأرقام المشار إليها أعلاه والصادرة عن هيئة المهندسين وعدم الاكتفاء بالمعلومات الصادرة من القطاع الحكومي التي قد تشير إلى محدودية الشواغر في الوظائف الهندسية بالقطاعات الحكوميَّة وليس إلى الاحتياج الوطني الإجمالي في هذا الشأن.

نحن لدينا نقص كبير في أعداد المهندسين السعوديين من واقع أرقام هيئة المهندسين، ولا بد من العمل على زيادة السعودة في المهن الهندسية، بالذات العاملة في القطاع الخاص.