أكد نائب مدير عام مصلحة الزكاة والدخل لشؤون العمليات المساندة صالح العواجي، أن المصلحة نجحت بشكل كبير في تضييق الخناق على المكلفين المتهربين أو المتأخرين في تقديم إقراراتهم الزكوية السنوية خلال المواعيد النظامية وتسديد المستحق عليهم على أساس ما تظهره تلك الإقرارات من نتائج، وأيضا المكلفين الذين يقدمون إقرارات غير دقيقة.
وقال العواجي، إن المصلحة تمكنت من تضييق الكثير من الفجوات التي كان يعبر من خلالها المتلاعبين أو المتأخرين في دفع مستحقاتهم الزكوية والضريبية المترتبة على المكلفين، مبينا في هذا الصدد سعي المصلحة لاستكمال أعمال ربطها الإلكتروني مع الجهات الحكوميَّة التي لم يتم الربط معها حتى الآن لتسهيل عمليات تبادل البيانات إلكترونيًا بالتنسيق والعمل المشترك مع برنامج التعاملات الإلكترونية «يسر»، مضيفا أن هناك ارتياحا اتجاه ما تم إنجازه حتى الآن مع الاجهزة الحكومية المتعاونة مع المصلحة بعد تعميم المقام السامي العام الماضي للتعاون مع الزكاة، مما انعكس ايجابا وبشكل واضح في تحصيل مستحقاتها التي كانت متأخرة نتيجة لتطبيق برنامج يسر. ومن المعلوم أن التعميم أعلاه شدد على ضرورة إلزام الجهات الحكومية بالتعاون مع مصلحة الزكاة والدخل لتمكينها من تحصيل مستحقاتها الزكوية والضريبية المتاخرة والمترتبة على المكلفين وبما يحقق لها أداء مهامها على الوجه المطلوب.
جاء تصريح العواجي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس عقب توقيع مصلحة الزكاة والدخل اتفاقية إستخدام تطبيقات أنظمة «ساب» العالمية في إدارة الإيرادات الزكوية والضريبية مع شركة انفينيو لحلول الاعمال التي تطبق تلك الأنظمة، بحضور المدير التنفيذي لشركة ساب في المملكة أحمد الفيفي، وماركوس ويرلن نائب الرئيس التنفيذي لشركة ساب العالمية للقطاع الحكومي والصناعي والبريدي، ومدير عام «إينفينيو» «إنفينيو» بارتوا باتشاياري، وذلك في اطار سعي المصلحة لتطوير وتحديث أنظمتها الآلية لإدارة إيراداتها لتواكب في ذلك آخر وأفضل التطبيقات المستخدمة في هذا المجال.
وأشار نائب المدير العام للعمليات المساندة بمصلحة الزكاة والدخل إلى أهمية هذه الاتفاقية التي تعتبر البداية الرسمية لانطلاقة المشروع الذي بدأ فعلياً منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر بعد ترسية العقد على «انفينيو» البالغ قيمته نحو 50 مليون ريال ولمدة ثلاث سنوات قابل للزيادة أو الانتهاء من خلال عدة مراحل تبدأ أولها في مايو من العام المقبل 2015، مبينا أن هذه المناسبة تُمثل أهمية كبرى لما ينتظر المصلحة من نقلة نوعية في الخدمات الإلكترونية فيما يتصل بإدارة الإيرادات وتسهيل وتيسير تعامل عموم المكلفين مع المصلحة من خلال بوابتها الإلكترونية مع ضمان الارتباط بالأجهزة الحكومية المختلفة لتبادل البيانات، إضافة إلى المزايا المتعددة للنظام الجديد في معالجة وظائف التحقق من الإيرادات ورفع درجة التزام المكلفين والتقليل من مخاطر التأخر في توريد الزكاة والتهرب الضريبي.
وقال العواجي إن تطبيقات «ساب» الجديدة تهدف إلى إدارة الايردات الزكوية والضربية في المصلحة، والتي قامت باختياره بعد دراسة عدد من العروض من الشركات المنتجة للتطبيقات المتعلقة في هذا المجال، مضيفاً إن النتيجة الحتمية للتطبيق هو تحسين أداء المصلحة في علاقتها بالمكلفين والخدمات المقدمة لهم، وهو ما يسنعكس بدوره في رفع الإيرادات المحصلة، مبيناً انّ التطبيق الجديد يساعد في اختيار عينات الفحص من خلال معايير متقدمة جداً.
وتابع «يتقدم للمصلحة في كل عام مئات الاف من المكلفين سنوياً وفحص كل اقرار لوحدة يعتبر مستحيلا مهما كان حجم وكبر الكادر الموجود لدينا، إضافة الى أن المخاطر تختلف من مكلف لأخر، وبالتالي هذه المنظومة الإلكترونية الجديدة تساهم في كشف ما قد يتم في ملفات المكلفين من إخفاء مبيعات سواء كان من بيع أو شراء أو استيرادات أو عقود باطن لم تذكر لتظهر أمام الفاحص، فهي تساعدنا في عمليات الربط بين المكلفين أنفسهم، وهو مايسمى بإدارة المخاطر ضد عمليات التحايل».
وأكد العواجي أن إيرادات المصلحة من ضرائب شركات النفط والغاز العاملة في السوق المحلية وفقا للتقرير السنوي للعام الماضي المعتمد النهائي بلغت 750 مليار ريال، مبينا أن هذه المبالغ تحول إلى حساب في مؤسسة النقد العربي السعودية «ساما» لاعتمادها في الموازنة العامة للدولة لصرفها في الميزانية، بينما بلغ ايرادات المصلحة من زكاة الشركة السعودية للصناعات الاساسية «سابك» وحدها نحو ملياري ريال خلال الع ام الماضي، متوقعا أن تبلغ إيرادات الضرائب على الشركات الأجنبية المستثمرة في السوق المحلية نحو 6 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث بلغت خلال العام الماضي نحو 12 مليار ريال.
وحول عمليات التبادل المعلومات الضريبية بين المملكة والدول الأخرى، أوضح العواجي أن المملكة تم اختيارها للمشاركة في المرحلة الثانية من الاجتماعات الدولية لتبادل المعلومات الضريبية والازدواجية والتي تتمثل بإجراء بزيارات ميدانية للمشاهدة على ارض الواقع تطبيق معدلات الشفافية في تبادل المعلومات بين دول العالم.
كما ذكر أن هناك بعض الطلبات من دول تقدمت بها للمصلحة لملاحقة بعض الشركات الموجودة في السوق المحلية، حيث ورد لها بعض الطلبات وتعمل المصلحة على التحقق منها بوسائل فنية دقيقة معتمدة لديها وفقا للأنظمة والضوابط.
بدوره، قال بارتو باتشاياري مدير عام «إينفينتو» إن التطبيق الذي تنفذه شركته يقوم على مزيج من النظام الرائد في إدارة الدخل والضرائب من الشركة العالمية والمطور الألماني «ساب» من خلال الخبرة البريطانية العالمية من مستشاري « إينفنيتوا» لجعل المملكة جنباً إلى مصاف الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة في هذا المجال، مشيراً الى ان تطبيق هذا النظام يجعل المملكة قادرة على تبادل المعلومات الضريبية مع دول العالم الاخرى، ودول العشرين في حال ملاحقة الشركات خارجياً. وأوضح بارتو أن هذا النظام سيدعم المملكة الى ما هو أبعد من الاعتماد على دخل المشتقات النفطية إلى مستقبل اقتصادي وتصنيعي متنوع وقائم على المعرفة، لتصبح المملكة مثالاً يحتذى به في دول المنطقة.
من جانبه، قال احمد الفيفي المدير التنفيذي لشركة « ساب» في المملكة، إنّ المشروع بدء منذ فترة من خلال منافسة عدة شركات على تنفيذه بالمملكة، وأستعرض الفيفي خلال الحفل مسيرة الشركة على مستوى العالم في إدارة إنظمة الموارد في كافة تفاصيلها منذ إنشائها قبل 42 عاماً، وتقوم بخدمة 230 الف عميل على مستوى العالم، نصيب الافراد السعوديين منهم حوالي 1000 عميل،إضافة الى خدمتها للقطاع الحكومي والخاص على مدى عشرين عاماً.