بتاريخ 30-9-1435هـ نشرت «الجزيرة» مقالا للأخ محمد آل الشيخ تحدث فيه عن أهمية الماء للإنسان بصفة عامة ولإنسان هذا الوطن بصفة خاصة نظراً لشح الماء الغير المتجدد، وقد أشار إلى الهدر المائي في المساكن وأنه لابد من الحد منه حتى لا يفاجأ الوطن في يوم ما بفقدانه فهو الحياة قال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وقال لابد من الحد من هدر الماء سواء الخاص بالشرب أو حتى المستخدم للزراعة وفي الحديث (لا تسرف ولو كنت على نهر جاري) مشيراً إلى أن الضرر من هدر الماء لا يقتصر علينا فقط وإنما سيلحق بالأجيال القادمة أيضا ولذا لابد من الحد من الهدر المنزلي برفع الرسوم والزراعي بوضع عدادات لتحديد المستهلك حقيقة أن الحديث عن الماء وشحه في وطننا لا يكاد يتوقف خاصة الغير متجدد ولكننا وبما أننا مسلمون ونعلم قول الله عز وجل وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ وقوله: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما منع قوم الزكاة إلا منع منهم القطر ولولا البهائم لم يمطروا) فمن هنا يجب أن لا نصاب باليأس وضعف الإيمان ولكن من واجبنا أن نعمل بالأسباب التي ذكرها أخي محمد للحد من الإسراف وهدر الماء كرفع الرسوم على الاستهلاك المنزلي ولكن قبل ذلك يجب أن نبد بالأهم فيجب أن يتذكر أخي محمد أن الحدائق وأشجار الشوارع تستهلك كمية من تلك المياه قد لا تقل عن الـ20 إلى 30% من أصل الماء المعد للشرب وليس لأنها للسقيا بل ولأن فيها هدر واضح فلم تسقى الحدائق وأشجار الشوارع من هذا الماء المكلف؟ ولم لا تسقى من المياه المعالجة بل أين المياه المعالجة التي نسمع بها منذ أكثر من 37 سنة في الرياض ولم لا تعمم تلك المعالجة بمختلف المدن هذا من جانب، ومن جانب آخر لم تكلف الأمانات والبلديات والوزارات والمستشفيات والقصور ذات الحدائق الغناء بمعالجة مياه صرفها لتسقى بها حدائقها أو أن يستخرج الماء من أراضيها بعمل آبار ارتوازية بها والسقيا منها أجزم لو فعلت تلك المقترحات لوفرنا أكثر من 30 إلى 50% من الماء المستخدم للشرب فيصبح مشروب العام يكفي لعامين أو يزيد، ومن بعد استنفاذ تلك الطرق بإمكاننا أن نتجه إلى رفع الرسوم على المنازلالتدريج كما هو الحال باستهلاك الكهرباء ولكن يبدو أن وزارة المياه والكهرباء ووزارة الزراعة والأمانات والبلديات لا تقرأ ولا تسمع وكأن مسؤوليها مستغنيين عن أفكار الآخرين وكم قرأت عن اختراعات توفر الماء بأسهل الطرق وأقل التكاليف وكنت قد كتبت لوزارة الكهرباء والماء عنها عند تولي معالي الوزير الحصين للوزارة للنظر إليها ومدى إمكان الاستفادة منها ومنذ أيام كتبت عن تجربة مصرية جديدة لزراعة القمح ومختلف النباتات والأعلاف على مياه البحار المالحة ناجحة بكل المقاييس مما فتح آفاقا جديدة لإمكانية توفر هذا الغذاء المهم للإنسان وللحيوان بأقل التكاليف وثبت نجاحها ولدينا أكثر 2400 كم من سواحل البحار فهل نستفيد منها ولكن وبكل صراحة يبدو أن الالتفات إلى كل جديد وهمهم إيقاف زراعة القمح ونسيان زراعة البرسيم وجلب أضخم آلة للتحلية ورسوها في ينبع بعد التي في جدة علما أن البرسيم يستهلك أضعاف أضعاف ما يستهلكه القمح من الماء مع وجود الفارق بين الاثنين فهذا يمثل الأمن الغذائي للإنسان وذلك يمكن الاستغناء عنه باستيراده أو استبداله بأعلاف لا تستهلك أكثر من 20% مما يستهلكه البرسيم من الماء وبالله التوفيق والسداد.