القاهرة - مكتب الجزيرة - ياسين عبد العليم - آمنة عيد - فتحي أبو الحمد:
أكد رؤساء وأساتذة جامعات بجمهورية مصر العربية أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعوته لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يتبع الأمم المتحدة، وتبرعه بمبلغ 100 مليون دولار لدعم جهود مركز مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة سيواجه هذا الخطر الداهم الذي أصبح يهدد المنطقة ويهدد العالم بأسره. وقالوا في تصريحات خاصة لـ«الجزيرة» إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين جاءت في الوقت المناسب، مشيرين إلى أنه لا يحمي بها الشعب السعودي فقط ولكنه يحمي الشعوب العربية والإسلامية بأسرها، بعد ما أصبح الإرهاب يمثل خطراً كبيراً عليها وعلى الإسلام نفسه بتشويه صورته أمام الغرب والعالم. لافتين إلى أن أهمية هذه المبادرة تكمن في أنها تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجنيبها شر الفتن والاقتتال والحروب الطائفية والأهلية.
وأكد الدكتور أحمد حمد رئيس الجامعة البريطانية بمصر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو حكيم العرب وقائد له بعد نظر وحكمة نادرة جداً ولذلك فالأمور واضحة أمامه، ويرى بعين بصيرة أن منطقة الشرق الأوسط قد وقعت في براثن الإرهاب الذي يعيث في الأرض فساداً ويدمر الدول ويهدد حياة الشعوب ، كما أن الملك عبدالله -حفظه الله- بدعوته لمكافحة الإرهاب يحذر الدول الغربية وخاصة أوروبا وأمريكا من هذا الخطر المحدق بالعالم كله وهو الإرهاب الذي لا يعرف دين ولا دولة ويتخطى الحدود لتنفيذ أغراضه وأهدافه المريضة.
وقال «حمد» إن الملك عبد الله يُحمد على هذه الدعوة الكريمة لمكافحة الإرهاب وتقدمه بدعم 100 مليون دولار لصندوق مكافحة الإرهاب وإنها خطوة واسعة الأفق تؤكد أن المملكة قيادة وشعب يقفان في وجه هذا الإرهاب الذي يهدد منطقتنا العربية والعالم أجمع، كما أن هذا الدعم من جلالة الملك يضع جميع قادة ومسئولي العالم أمام مسئولياتهم ليتخذوا خطوات حقيقية لمحاربة الإرهاب، لأن الملك لن يفعل كل شيء بمفرده بل إنه يدعو العالم كله ليكون معه في هذه الخطوة الهامة.وأضاف أننا كأكاديميين متخصصين في شئون التعليم نرى أن أهم الوسائل لمحاربة الإرهاب هي الاهتمام بالنشء والشباب في المدارس والجامعات، ولذلك نطالب الحكومات العربية بأن تهتم بالمناهج التعليمية التي تدرس لهؤلاء الطلاب والشباب وأن يتم التخلص من الأفكار الجامدة والخاطئة التي تتسبب في نشر الأفكار المتشددة التي تقود للإرهاب والعنف وعلينا أن نركز على المناهج التي تخاطب العقل المتفتح وتعطي الطالب فرصة للمقارنة ومعرفة الصواب من الخطأ.
وتابع رئيس الجامعة البريطانية أنه يتعشم أن تلقى دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجهوده الكبيرة في مكافحة الإرهاب صدى واهتمام عالمي كبير لمواجهة هذا الخطر المحدق بالعالم كله، وأن يتحمل الجميع قادة ومسئولين وعلماء ومفكرين لهذه الأمة العربية مسئولياتهم من أجل بناء أمة جديدة قادرة على العمل والإبداع والتقدم والنهوض والازدهار واللحاق بركب الدول المتقدمة، وعلينا كعلماء ومفكرين وقادة رأي أن نقترح سياسات جديدة في مكافحة الإرهاب وأن يكون لدينا خطاب فكري وديني جديد لمواجهة هذه الأفكار المتشددة مع ضرورة الاهتمام بالشباب خاصة في الجامعات الذين يتم التغرير بهم تحت دعوى التدين واتخاذ الدين ستار للتشدد والعنف والإرهاب، كما طالب بضرورة التخلص من الأشخاص أصحاب الفكر المتجمد والمتشدد من خلال مواجهتهم بالأفكار الصحيحة وعدم الاهتمام بهم وإظهارهم في وسائل الإعلام.
فيما ثمن الدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في محاربة الإرهاب في العالم وما قدمه من تبرع لمكافحة الإرهاب يعكس حرص قيادة المملكة علي مواجهة الإرهاب، مشيدا بمطالبة خادم الحرمين للمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف والإرهاب الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة، معبراً عن إدانته لسفك الدماء والجرائم ضد الإنسانية في فلسطين.وأوضح أن السعودية تقدم الدعم لدول عديدة في المنطقة وخارجها لمواجهة الإرهاب، وهذا ينبع من قناعة خادم الحرمين الشريفين وحكومته بأن الإرهاب في أي بقعة من الأرض يؤثر في جميع الدول ومواجهة الإرهاب واجب على الجميع. وقال إنه بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين وحنكته تمكنت الحكومة السعودية من اجتثاث بذور الإرهاب دون أن يعبث ذلك الإرهاب الأسود بأمن الأراضي المقدسة ،وبفضل حكمته أيضا سيساهم تبرعه ودعوته لمواجهة الإرهاب ستتجنب الأمة الإسلامية كل الشرور والمخاطر التي تحاول النيل بأمن شعوبها.
من جانبه أكد الدكتور حسن عماد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمكافحة الإرهاب تصب ليس فقط في صالح الدول العربية والإسلامية ولكن في صالح العالم كله لأن الإرهاب ليس له دين أو عقيدة أو وطن ويسعى لتحطيم المنشآت والأفراد والأوطان ويحاول إسقاط الدول.
وشدد «عماد» على أن هذه المبادرة الكريمة من خادم الحرمين تضاف إلى ما لجلالته من أياد بيضاء وفكر مستنير لخدمة البشرية كلها وليس خدمة دولة أو كيان أو منطقة ولكن جلالته يعمل من أجل إنقاذ البشرية من خطر الإرهاب المحدق بها، متمنياً أن يستقبل العالم أجمع هذه المبادرة بكامل التقدير والاهتمام والتفاعل معها بجدية من أجل إنقاذ العالم.
وطالب عميد كلية الإعلام، بشكل خاص الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بالتجاوب مع مبادرة خادم الحرمين للوقوف في وجه الإرهاب حيث أن هذه الدول هي التي تساند الإرهاب بالدعم المالي واللوجيستي فكل الجماعات الإرهابية التي خرجت علينا سواء القاعدة أو الإخوان أو غيرهما قد حصلت على دعم ومساندة أمريكا ، ولذلك فنحن نرجو من هذه الدول أن تدرك أن هذا الإرهاب سيطولها وستدفع ثمن هذه المساندة في يوم من الأيام.
وأوضح أن مبادرة الملك عبدالله بوقف إرهاب الدول الذي تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الِشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وعدوانها الآثم الذي أسفر عن قتل ما يقرب من ألفي فلسطيني وإصابة الآلاف وتدمير المنازل والمستشفيات والبني التحتية، هي مبادرة كريمة من خادم الحرمين الذي يسعى دائماً لخدمة قضايا وطنه وأمة العربية والإسلامية وفي القلب منها القضية الفلسطينية، ويعرف الجميع أن الكيان الصهيوني نشأ من باطن الإرهاب ويقوم على القتل والدمار والإرهاب ضد العرب والمسلمين لذلك وجب على العالم أن يتبنى موقفا صادقا وجادا تجاه هذا الإرهاب الذي لا يقل خطورة عن إرهاب الجماعات المتشددة.
وثمن «عماد» الدعم الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب والمقدر بـ 100 مليون دولار، مؤكداً أن ذلك ليس بجديد على الملك عبد الله الذي يقف دائماً مواقف بطولية مشرفة في مساندة جميع دول العالم وخاصة العربية والإسلامية في الأخطار التي تحدق بها وخاصة خطر الإرهاب العابر للحدود والأوطان، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد بعد نظر وحكمة الملك عبد الله الذي يسعى إلى مكافحة الإرهاب بكل السبل والجهود سواء الرسمية أو القوة الشعبية والوطنية إضافة إلى العمل على استنهاض الفكر البشري المستنير ونشر الدين الإسلامي الوسطى السمح لمجابهة هذه الأفكار المتشددة والمتحجرة التي تدفع بنا إلى براثن الإرهاب الأسود.
من جهته قال الدكتور سيد أحمد محمود وكيل كلية الحقوق بجامعة عين شمس إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي مبادرة كريمة وتستكمل أهداف كلمته المؤثرة التي خاطب فيها كل القادة في العالم أجمع وطالبهم فيها بالتصدي للإرهاب بكافة صوره، وهي في الحقيقة نصيحة صادقة من رجل حكيم وقائد شجاع، ومواقفه ومبادراته وضعت الجميع أمام تحمل مسئولياتهم تجاه محاربة الإرهاب الذي تمارسه جماعات معينة باسم الدين الإسلامي الحنيف، أو إرهاب الدول الذي يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني حالياً في قطاع غزة. وأوضح أن الإرهاب لا يتماشى مع الأخلاق أو القيم الإسلامية وقيم الديانات الأخرى، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي بريء مما يقوم به الإرهابيون؛ فقتل الأبرياء غير مقبول، ويرفضه العالم الإسلامي.
أما الدكتور السيد عيد نايل عميد كلية الحقوق الأسبق فيرى أن دعوة خادم الحرمين لمكافحة الإرهاب، وأن يتحمل قادة وعلماء الأمة الإسلامية مسئولياته هي بمثابة تأكيد من الملك عبدالله علي ما دعا إليه منذ سنوات في إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وهو ما يؤكد حكمته وبُعد نظره في تشخيص الأمراض التي تواجه الأمة العربية والإسلامية.
كما أشار عميد الحقوق إلى أن تبرع خادم الحرمين الشريفين بـ 100 مليون دولار إلى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب هو مساهمة مهمة ليؤكد من خلالها أن السعودية كانت من الدول السباقة في مواجهة الإرهاب وحرصها على مواجهة الإرهاب بشكل دولي وفعال وتوحيد جهود الدول والشعوب لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد الإنسانية، فالإرهاب لا يعرف ديناً ولا طائفة، وليس لديه إنسانية أو عدالة.
بدوره قال الدكتور عادل عبد الغفار - استاذ الإعلام والرأي العام بجامعة القاهرة وخبير الإعلام العربي والدولي - أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالدعوة لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ودعمه بـ 100 مليون دولار، هي مبادرة كريمة من قيادة حكيمة لها شأن كبير على المستويين العربي والدولي كما أن هذه المبادرات ليست بغريبة على المملكة وقيادتها الحكيمة التي تسعى دائماً إلى تحقيق الأهداف النبيلة للبشرية كلها، وعلى رأسها محاربة الإرهاب الذي يهدد المنطقة العربية والعالم كله لأن الإرهاب لا يعرف دينا ولا دولة.
وأضاف عبد الغفار، أنه للأسف الشديد فنحن كعرب ومسلمين نعاني من أن صورة الدين الإسلامي في العالم كله أصبحت صورة سلبية مهزوزة للغاية لا تتطابق مع صحيح الدين الوسطي السمح، كما أن الممارسات التي تقوم بها بعض الجماعات المنتسبة زوراً للدين من التطرف والإرهاب أعطى فرصة كبيرة لوسائل الإعلام المختلفة «سواء أجنبية أو عربية» لتسيء للإسلام وتصفه بالإرهاب وهذا على غير الحقيقية.
وأكد خبير الإعلام العربي والدولي، أنه حتى تؤتي هذه المبادرة النبيلة من خادم الحرمين الشريفين ثمارها لمحاربة الإرهاب والتشدد والغلو على مستوى كافة الدول العربية والإسلامية، يجب أن يتم إعداد استراتيجية عربية وإسلامية شاملة وموحدة ومحددة الأهداف ولها بعد زمني وأدوات خطاب حقيقة مع توظيف الإمكانيات المتاحة لكل دولة لتوصيل الرسائل الصحيحة عن الدين الإسلامي السمح للعالم الآخر وكذلك توصيله للمسلمين أنفسهم من خلال تفعيل دور رجال الدين ليس في المساجد فحسب ولكن في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وعبر الندوات واللقاءات المختلفة. وأشار إلى أن بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر لهما جهود كبيرة وواضحة في محاربة الإرهاب ولكنها جهود فردية لذلك تكون النتائج غير مرجوة على المستوى العالمي والإقليمي، مشدداً على أنه من أجل محاربة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم أجمع، لابد من التحرك في إطار استراتيجية علمية محددة يتم من خلالها توحيد الجهود للوقوف أمام المتطرفين والمتشددين الذين يسئيون لصورة الدين الإسلامي.