كشف مصدر أمني جزائري، عن قيام مروحيات تابعة للجيش الجزائري، وأخرى تابعة للجيش التونسي، بقصف مواقع يشتبه أنها تابعة للجماعات السلفية الجهادية على الحدود بين البلدين. وأوضح ذات المصدر أن المروحيات الجزائرية قصفت مواقع جبلية في محافظات بلادها الحدودية مع تونس، فيما قصفت المروحيات التونسية مواقع جبلية في مناطق تابعة لبلادها على الحدود مع الجزائر. وأضاف أن القصف جاء في إطار اتفاق ثنائي بين جيشي البلدين لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجماعات السلفية الجهادية، الهدف منه القضاء نهائياً على بؤر الإرهاب في المرتفعات والمدن واالقرى الجزائرية والتونسية. وأشار المصدر ذاته، إلى أن العمليات استهدفت كهوفاً ومخابئ دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل حول الخسائر البشرية والأضرار المادية ضماناً لحسن سير العمليات العسكرية التي لا تزال دائرة في الوقت الحاضر.
ومنذ شهر مايو 2011 والجيش التونسي يواجه عناصر مسلحة تحصنت بجبل الشعانبي من محافظة القصرين الجنوبية حيث زرعت ألغاماً أدى انفجار بعضها إلى وفاة عدد من الجنود، فيما اغتالت الجماعات الإرهابية عشرات الجنود في مواجهات عنيفة مع القوات العسكرية.. ولا تزال عمليات الملاحقة التي تشنها وحدات مشتركة من الجيش والشرطة متواصلة في مرتفعات الشعانبي وفي المغاور التي يرجح أن تكون العصابات الإجرامية قد اتخذتها مخابئ لها، فيما يجد المهندسون العسكريون والأمنيون من أجل تفكيك الألغام الكثيرة المزروعة هناك. وجاءت مصادر إعلامية تونسية استناداً إلى أخرى جزائرية لتكشف وجود أنفاق تحت الأرض على الشريط الحدودي الرابط بين ليبيا والجزائر وتونس، فيما أفادت وسائل إعلام تونسية أن قوات الجيش الجزائري «تقوم بتمشيط شامل لحدودها مع تونس بعد اكتشاف أنفاق تمتد لعدة كيلومترات تحت الأرض»، تتولى الوحدات ذاتها تمشيطها بحذر كبير تحسباً لوجود أية ألغام قد تكون العناصر المسلحة قد زرعتها على طول الأنفاق. وقالت المصادر الأمنية الجزائرية ذاتها إن وحدات مشتركة تونسية جزائرية قصفت جواً هذه الأنفاق التي تم العثور بداخلها على مواد غذائية وألبسة وأغطية وذخيرة حية بما يشير إلى أن المجموعات الإرهابية كانت تعيش داخل الأنفاق التي حفرتها للاحتماء بها عند اشتداد ملاحقتها.