صبر الأمير عبدالرحمن بن مساعد طيلة أربع سنوات على السب والشتم والتطاول غير المبرر. صبر كل تلك السنوات ليس لأنه ضعيف بقدر ما كان يسامح، ويعفو، ويمني النفس بأن يتعدل الوضع، خاصة على المستوى الرياضي. ولكن الصبر طال، ومعه زادت حدة التعصب، وزاد السب والشتم الذي لم يقتصر على صاحب الشأن بل تجاوز للأب والأم والإخوان والأبناء؛ ما جعل الأمير عبدالرحمن بن مساعد ينفد صبره، ويصف هؤلاء بـ(السفلة)، وهو وصف قليل في حقهم كما أورد الأمير عبدالرحمن. ولعل معه الحق كل الحق في تعاطيه مع هؤلاء بهذه اللغة التي وصفها البعض بالحادة والمستغربة من أمير شاعر ذي أخلاق عالية. ولكن أين هؤلاء الذين وصفوا لغة الأمير عبدالرحمن بن مساعد بهذا الوصف من سب وشتم وتطاول ممن أسماهم الأمير بالسفلة..!؟ هل هم نظروا لتغريداتهم وأمعنوا في كلماتهم الجارحة..!؟ وهل أدرك ممن وصفوا لغة الأمير بغير المعهودة منه أن بعض من أسماهم الأمير هم ممن دخل الإعلام من أبوابه الخلفية..!؟ وهل يعي من استغرب خطاب الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن السب والشتم وصل لمرحلة يصعب معها الصمت..!؟
إن من يعتب على الأمير عبدالرحمن بن مساعد في وصفه لبعض البشر - إن جاز لنا تسميتهم بشراً - بالسفلة ليس على حق، وإنما ذلك يعتب وهو يضع قدماً على قدم، ولم يدخل تويتر ويشاهد تعاطي البعض مع تغريدات الأمير؛ ولذلك استغرب ذلك الوصف من صاحب الخلق الرفيع. ولكن لو أمعن هؤلاء في قول السفلة والجهال لما لاموا الأمير، ولما عتبوا عليه في وصفه، بل لشدوا على يديه، وعاونوه بقدر ما يستطيعون.
أما من لامك على كلمة «سفلة» فهذا هو أهون الكلام في حق هؤلاء المتخلفين عقلياً، الذين يحتاجون إلى زيارة العيادات النفسية، فهم يعانون أزمة حقيقية نابعة من عدم ثقة بأنفسهم، وهذا مرض يعاني منه البعض، ولكن ليطمئنوا فلذلك المرض علاج هين، ولكن عليهم أن يبادروا ويذهبوا للعيادات المختصة، فمن يسب ويشتم ويتطاول على الآخر بدون مبرر، بل يتجاوز لسب وشتم والديك وأهلك لا شك أنه يعاني من أزمة حقيقية، أو من فراغ سبَّب له حالة نفسية، من جرائها أصبح يسب ويشتم، وفي كلتا الحالتين أعتقد أن كلمة سافل قليلة في حق من يتلفظ بتلك الألفاظ التي لا يقبلها عقل ولا دين.
هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو رسالة موجهة لشبيه الريح، حمَّلني إياها البعض، ونقول له: توكل الله، وأقدم على ما أنت مقدم عليه، فلعل في إقدامك ولغتك الجديدة ما يجعلنا نتغير للأفضل، ونعيش في مرحلة رياضية جديدة، يكون عنوانها الرئيسي «بيئة رياضية خالية من السب والشتم والتعصب الممقوت»؛ وحينها سيقدم لك الوسط الرياضي بل المجتمع السعودي بشرائحه كافة جزيل الشكر على ما فعلته.
أقدم يا سمو الأمير، وكن أنت القائد الذي يبحث عن الحلول في معالجة مشكلة، كنا وما زلنا نعاني منها منذ أمد بعيد. أما من لامك فتجاهله؛ فهو يعيش في رغد من العيش، ولم يعانِ مثلما عانيتم وعانى غيركم.