الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..,
فجع أهالي محافظة النبهانية في ظهر يوم الخميس 11-10-1435هـ بوفاة علم من أعلام المحافظة، وركن من أركانها، ذلك الرجل الذي انتظمت فيه الصفات الحميدة، فمن أول وهلة تشاهده، ترى الرجولة والشهامة تنطق في وجهه، ذلك هو الكريم محمد بن عليان بن محمد العلويط -رحمه الله- وهذه الصفة (الكرم) كانت الصفة المهيمنة على صفاته فباب المنزل لا يغلق على مدار العام، ولا تكاد تأتي لزيارته إلا وتجد منزله مكتظا بالناس، فسبحان من أنزل محبته في قلوب الناس، وهذه عاجل بشرى المؤمن (أنتم شهداء الله في أرضه) تأثر بفقده الصغير والكبير والبعيد والقريب وتدفقت الناس من كل حدب وصوب للصلاة عليه، وتذكرنا عندما رأينا هذه الحشود الغفير قول الإمام أحمد -رحمه الله- (موعدنا يوم الجنائز!!)، إن هذا المكانة العالية لم تأت صدفة، بل بتوفيق من الله جل وعلا ثم مكارم الأخلاق، والإحسان للناس.
قال الأول: لولا المشقة ساد الناس كلهم،،، الجود يفقر والإقدام قتال
إن المصاب جلل، والخسارة كبيرة في فقد هذا الرجل الطيب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خير منها) ونؤمن أن الموت حق ونهاية كل حي {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}.
قال الأول: كل ابن أنثى وإن طالة سلامته،,, يوما على آلة حدباء محمول
وقد خلف الفقيد كوكبة من الأبناء كانوا يتسابقون على بره، وترى التواضع ولين الجانب حين حديثهم معه، فنسال الله أن يجبر مصابهم، ويحسن عزاءهم، وأن يرفع درجة أبيهم في المهديين ويخلفه في عقبه في الغابرين وغفر لنا وله يارب العالمين وأكرمه بنداء الملائكة قائلة يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً وَادْخُلِي جَنَّتِي .