يتحدثون بما لا يعرفون، في الحلق غصة، يتقمصون أدوار الغير لكي يتناولوا ما يريدون حتى وإن كانوا لا يفقهون عن موضوع شيئا.
يتمخطرون بين أزقة الحروف، يتناولون قصاصة الورق، يحرفون ما يشاءون وعندما لا يروق لهم الحوار يحرقون الموضوع.
- هاهنا شخص يتقمص دور عالم فيزياء، ويتحدث عن الذرة النووية وتاريخ تلك الذرة، ويتحفنا عن سرعة سقوط أشعة الشمس وكيف تتسارع قلوب الأفلاك السماوية وهي تنبض بالحب وتدور حول جمال ضوء القمر.
َ-وهاهنا يتربع في نصف المجلس نفس الشخص ويلبس ثوب الزاهد العابد، والشيخ العالم ويتحفنا في تفسير آية من آيات القرآن، ويسترجع التاريخ عن تلك المعارك التاريخية. ويغوص في العمق لكي يصف. كيف حدث النزال بين الطرفين، ويتغنى بالمنتصر.
يحصي أعداد القتلى، يخلد التاريخ لصالح من يريد، ويسقط من ذاكرة العقول من يريد، وينهش في تاريخ المنهزم. وإن حدثت مشكلات في إحدى الدول هو مهندس الكلمة، والمتحدث الرسمي والمتعالي في فنون السياسية، ويعطيك تسلسل نقاط الضعف كما يعطيك كيف أعطى المنتصر الضربة القاضية وحسم المعركة وانتصر.
-وهاهنا قد أمسك العصا من المنتصف حينما تكون مباراة بين فريقين، لا ينحاز لفريق معين ولكن في نفس الوقت محلل بارع يقوم بتحليل الهجمة وكيف حدثت ويدخل في علم الغيب، كما أنه لاعب محترف على أرضية الملعب بدلا من ذلك اللاعب المنهك لو سددت بدلا منه لوضعتها في المرمى، وكما أنه مدرب صاحب تاريخ وداهية لو أدخل اللاعب هذا بدلا من هذا لما خسر، وأيضا في نفس الوقت معلق صاحب حنجرة ذهبية، وخارق يصول ويجول في الملاعب ولا يعرف أدنى فكرة عن المسطحات الخضراء، والكرة المجنونة وطقوسها ومفاهيم الساحة المستديرة الملعونة.
(عزيزي.../عزيزتي)
يتكاثرون كما تتكاثر الطفيليات، والمخلوقات البدائية في عالمنا. يعزفون على أوتار الثقة والفخر والاعتزاز بالقدرة على الإدراك عن أي قضية حينما يخوضون غِمارها، وداخلهم هنالك ضمير غائب تقديره جاهل.