يعترف جيراردو مارتينو بأنه كان موجوداً فقط ليكمل العدد عندما ارتدى قميص منتخب الأرجنتين لكرة القدم لأول وآخر مرة في 1991، لكنه يمتلك الآن فرصة ترك بصمة دائمة على الفريق الوطني بعد تعيينه مدرباً أمس الأول الثلاثاء.
وبعد موسم مخيب للآمال كمدرب لبرشلونة سيتولى مارتينو مسؤولية منتخب ارجنتيني اقترب بشدة من الفوز بكأس العالم قبل شهر وخسر في النهائي أمام ألمانيا تحت قيادة اليخاندرو سابيا. وستكون هذه ثاني مرة يقود فيها مارتينو (51 عاما) منتخبا وطنيا بعدما قاد باراجواي لدور الثمانية في كأس العالم 2010 في أفضل إنجاز في تاريخها.
وتمنى مارتينو دائما الحصول على أكبر وظيفة في منتخب الأرجنتين.
وقال مارتينو لوسائل إعلام محلية أثناء تدريب نيويلز اولد بويز في موسم 2012-2013 «تولي تدريب منتخب بلادك الوطني هو حلم. عندما تكون مدربا يصبح ذلك من الأهداف».
ويحظى مارتينو بسمعة جيدة كمدرب يركز على كرة القدم الجيدة عن طريق الاستحواذ والهجوم المبدع، وهو ما حمله معه منذ أيامه كصانع لعب في وسط الملعب. وقال مارتينو قبل توليه تدريب برشلونة في يوليو - تموز من العام الماضي «أفضل شيء بالنسبة لمدرب هو العمل في ملعب التدريب.. هناك تستطيع أن ترى تأثيرك».
ورغم أنه لم يكن معروفا في اوروبا إلا أن مارتينو سرعان ما نال دعم الجماهير والنقاد بعد بداية جيدة لبرشلونة في الموسم الماضي.
لكن بعد ستة أشهر رائعة بدأت مشاكل الإصابات في برشلونة تزداد وأنهى الفريق القطالوني الموسم بلا لقب كبير لأول مرة في ست سنوات.
واستقال مارتينو - وهو مدرب منهجي يخطط للمباريات حتى أصغر التفاصيل - بعد فترة قصيرة من تعادل برشلونة مع اتليتيكو مدريد ليحتل المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى الأسباني. وسيتطلع الآن مارتينو - وهو تلميذ لمارسيلو بيلسا الذي تولى تدريبه في نيويلز اولد بويز في أوائل تسعينات القرن الماضي - الى تجاوز خيبة أمل الموسم الماضي، واستخراج أفضل ما عند ميسي في منتخب الأرجنتين، وهو أمر فشل فيه خلال وجوده في برشلونة.
وولد مارتينو في روساريو وكان عمره عشرة أعوام عندما انضم الى نيويلز اولد بويز هو نادي ميسي الأول أيضا. ولعب لمدة 15 عاما في نيويلز قبل أن ينتقل لفترات قصيرة الى تنيريفي الذي كان وقتها ينافس في دوري الدرجة الأولى الأسباني ولانوس في بوينس ايرس واوهيجينز التشيلي وبرشلونة الأكوادوري. وجعلته افترة التي قضاها في نيويلز واحداً من أكثر اللاعبين شعبية في النادي عبر العصور وتم اطلاق اسمه على أحد مدرجات استاد مارسيلو بيلسا.
ولعب أقل من مباراة واحدة دولية مع الأرجنتين - وهو لقاء ودي ضد المجر في 1991 - بعدما شارك في نحو 20 مباراة مع فريق تحت 20 عاما.
وقال مارتينو لمجلة الجرافيكو الرياضية الأرجنتينية في 2007 «ما فعلته في المنتخب الوطني كان لا شيء .. مجرد إكمال العدد. ربما لم أكن جيدا بما يكفي للوجود في المنتخب الوطني لكنهم أيضا لم يصبروا علي».
وبدأ مارتينو مسيرته التدريبية في 1998 وكانت البداية مع فرق في درجات الدوري الأدنى في الأرجنتين قبل أن ينتقل الى باراجواي، حيث فاز بأربعة ألقاب في الدوري مع ناديين مختلفين وهما ليبرتاد وسيرو بورتينو.
وتولى مارتينو بعدها تدريب منتخب باراجواي لخمس سنوات وقاده لدور الثمانية في كأس العالم 2010 لأول مرة في تاريخه ثم الى نهائي كأس كوبا امريكا بالأرجنتين في 2011. وبينما يعرف عن مارتينو تركيزه على كرة القدم التي تعتمد على الاستحواذ إلا أن منتخب باراجواي تحت قيادته استغل نقاط قوته في الكرات الطويلة العالية الى المهاجمين طوال القامة في منطقة الجزاء.
وعاد مارتينو الى نيويلز في 2012 وساعده على تفادي الهبوط قبل أن يقوده لإحراز اللقب في يونيو من العام الماضي والتأهل لقبل نهائي كأس ليبرتادوريس.
وقال مارتينو قبل أن يبدأ مهمته مع برشلونة «التحدي الأكبر دائما هو أن تكون جيدا بما يكفي للمنصب.» وسيتوق مارتينو لإظهار أنه جدير بقيادة منتخب الأرجنتين للنجاح.