قرأت في «الجزيرة» مقالاً للأخ أسامة الغفيلي وفي اليوم نفسه مقالاً آخر لمحمد حزاب الغفيلي؛ وذلك يوم الأحد الموافق 14 شوال عام 1435 من الهجرة؛ وكلا المقالين عن صحة القصيم وعن المستشفى الثالث في مدينة بريدة؛ ووضع ترميم المستشفى الثاني ببريدة؛ مع الشكر والتقدير للمسؤولين في صحة القصيم؛ وإشارة الأخوين للولادة في الرس؛ وأنه لم يسلم مشروع الولادة في الرس؛ ولكن الغريب هو المقال؛ فصياغته واحدة؛ وباسمين مختلفين، وتعليقًا على المقال والأخوين؛ وبعد اتفاقهما على الصياغة نفسها أقول:
نستطيع أن نقول: لا يوجد في مدينة بريدة سوى مستشفى ونصف المستشفى.
يعاني أهالي مدينة بريدة ومنطقة القصيم؛ بل ومن هم خارج القصيم كحائل وغيرها من المناطق المجاورة؛ حيث يعالجون بعض مرضاهم في مستشفيات بريدة؛ يعانون الأمرين من صحة القصيم.
ومن خلال مقال الأخوين ندرك واقع مراجعة كل من هو خارج مدينة بريدة لمستشفيات بريدة.
يثبت الواقع تأخر ترميم وإعادة بناء المستشفى الأول بمدينة بريدة -المركزي- لسنوات؛ بل تستطيع أن تقول هو خارج الخدمة الكاملة لسنوات؛ وبعد الانتهاء من ترميمه؛ وبناء أبراجه من جديد؛ جاء الدور لإطلاق رصاصة الرحمة على المستشفى الثاني؛ في مدينة بريدة.
أعلنت الصحة بالقصيم عن مستشفى ثالث؛ في رمضان 1435 ولكن في مكان لا تصله السيارات بيسر وسهولة؛ ويحتاج سنوات لكي يتم استخدامه؛ مع معاناة الوصول إليه، إذا استمر الطريق النافذ لموقعه؛ فهو في الشمال من مدينة بريدة؛ والطريق الرئيس إلى المستشفى مغلق بملك خاص- طريق الملك عبد الله-.
بعد الإعلان عن المستشفى الثالث؛ وبعد استئناف العمل بالمستشفى الأول؛ بدأت صحة القصيم بترميم المستشفى الثاني؛ وعطلت بعض أقسام تنويم المرضى؛ بنقلها ومن فيها من المستشفى الثاني للأول؛ أيّ من تخصصي الملك فهد للمركزي.
وتقول الصحة بالقصيم: إنها تعيد أو تخدم المستشفى بالبنية التحتية؛ وكأن المستشفى الثاني شارع بحاجة للصرف الصحي.
كل هذه الأعمال والتعطيل المستمر وطول مدة خدمة المنطقة ومن حولها صحيًا؛ يثبت عدم كفاءة إدارة الصحة بمنطقة القصيم؛ ويمتد التقصير لمن يعلم مكانة المنطقة صحيًا؛ ومن يعلم عن وضع المناطق المجاورة؛ ومن يعلم عن واقع خدمة منطقة القصيم لغيرها من المناطق الأخرى.
إن منطقة القصيم كبيرة جدًا؛ ولست بحاجة لسرد الاحصاءات والأرقام؛ ولكن الإمكانات متاحة لبناء مدينة كبرى؛ وليس ثلاث مستشفيات في بريدة؛ ونصفها خارج الخدمة.
والواقع يثبت أنه لا يتوفر لديها إلا مستشفى ونصف المستشفى؛ في مدينة بريدة؛ فكيف تواجه الأعداد المهولة في المنطقة ومن خارجها؟!
ومن الذي تسبب بهذا الواقع؟! وأين التخطيط والسياسات لمواجهة هذه الأوضاع؟!
وما الذي يضر لو انتظرت صحة القصيم انتهاء الأبراج والمباني الجديدة في حرم المستشفى الثاني؛ بدل من حشر الناس في مستشفى ونصف المستشفى؟!
لقد تحوَّل المستشفى الثاني لمستوصف؛ بسبب نقل العديد من الأقسام منه إلى المستشفى الأول.
إننا نناشد وزير الصحة بالتحرك لإنهاء الأزمة الطّبية في القصيم وما حولها؛ ودراسة الأسباب وتلافي هذه الأزمة.
وأيْضًا نناشد أهالي القصيم من منسوبي جامعة القصيم العمل بجد لإنشاء مستشفى خامس في بريدة؛ إضافة لتعجيل العمل بالمدينة الطّبية في حرم جامعة القصيم؛ كما حال جامعة الملك سعود بالرياض؛ حيث تخدم الجامعة منطقة الرياض وغيرها بمستشفيين؛ الأول غرب مدينة الرياض؛ والثاني في الوسط.
وحيث تبعد جامعة القصيم عن مدينة بريدة ما يزيد على عشرين كيلومتراً؛ فهي أولى بمستشفى شرق مدينة بريدة؛ تحت إشراف الجامعة.
وأخيرًا نناشد الوزير المكلف المهندس عادل الفقيه بالعزم على إنشاء مدينة طبية كبرى لمنطقة القصيم؛ وتطوير المستشفيات مستقبلاً؛ وبما لا يخلق أزمة كما حاصل الآن في مدينة بريدة.
والله الموفق.