تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لوجهات نظر بتاريخ 20 رمضان 1435هـ، حول أشجار النخيل التي بدأت تؤتي أكلها هذه الأيام والتي أقبل الناس على غرسها والعناية بها، وقد بلغت أصنافها أكثر من مائة أبرزها السكري والبرحي والروثانة والشقراء والصقعي والخلاص والسلج والرزيزي وغيرها، ولاشك أنها شجرة مباركة متعددة المنافع، وليس في النخلة شيء إلا ويستفاد منه في الاستخدامات العامة منذ القدم، ولا يعيب شجرة النخيل في الوقت الحاضر إلا كثرة الإقبال على غرسها بالملايين، مما زاد في معدل استهلاكها من المياه الجوفية التي لا يقل الاهتمام بها عن الاهتمام بالنخلة، إنْ لم يكن الاهتمام بالمياه مقدماً على غيره من الاحتياجات الأساسية للإنسان، لذلك كان من الواجب على الجهات المسؤولة التفكير جدياً بتقنين زراعة النخيل، بحيث تكون في حدود الاكتفاء الذاتي وتدخيلها بزراعة القمح وهو محصول استراتيجي هام، في سبيل المحافظة على مخزون المياه الجوفية، وما ينبغي أن نترك الحبل على الغارب لزراعة المزيد من النخيل لغرض تصدير الفائض، بل إننا لا نزال نشجع زراعة النخيل بالإعانات التي كان لها ما يبررها قبل هذه الطفرة، والإقبال المنقطع النظير على زراعة النخيل في حقول واسعة النطاق، والمتضرر الوحيد هو المخزون المائي الذي أثبتت الدراسات المختصة أنه مخزون غير متجدد.