تشهد بلادنا المباركة نقلة رائدة من التحديثات والتطوير في مجال القضاء وتسخير الإمكانات كافة من أجل حماية الحقوق والحريات، وترسيخ معاني العدالة، بعد تجاوز وزارة العدل لما واجهته في بداية عهدها التطويري المتزامن مع انطلاقة مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله -لتطوير مرفق القضاء من إجراءات تصحيحية، التي أخذت من الوزارة حيزاً من الجهد والوقت، ولا تزال في طريقها نحو مسيرة التطوير. وقد أصدرت وزارة العدل مؤخراً العدد الأول من مجلد منجزات مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- لتطوير مرفق القضاء، المكون من أربعمائة وتسع وأربعين صفحة وثائقية مذيلة بمدونات مشاعر زوّار المشروع من القيادات القضائية وجمع من الوزراء وكبار ضيوف الدولة، والجوائز الدولية التي حصدتها الوزارة. ومن أبرز هذه الجوائز حصولها على جائزة الشرق الأوسط للتميز (19) للحكومة والخدمات الإلكترونية. ولم تأتِ هذه الجائزة المهمة إلا بعد أن أثبتت الوزارة جودة الخدمات التي تقدمها للمستفيدين، وتوفيرها قاعدة بيانات متميزة، ربطت جميع خدماتها وتعاملاتها من خلالها، في استفادة فاعلة للتقنية الحديثة وتوظيفها لخدمة المواطنين، وهي بذلك تعمل وفق خطة استراتيجية واضحة، تهدف إلى تسخير الإمكانات كافة لخدمة الوطن والمواطن، مع ما تجده من منافسة لباقي الأجهزة الحكومية التي تجد الدعم الكامل والمتواصل من قِبل القيادة الكريمة للمضي نحو تقديم أفضل الخدمات.
إنَّ هذه الإنجازات التي ترجمت تنويه مجلس الوزراء في جلسته المؤرخة في 22 / 1 / 1435هـ برئاسة سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والإشادة بالخطوات التطويرية والإجراءات المتقدمة التي قامت بها وزارة العدل في سبيل تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء والنهوض به، والتي حصل عليها المجلس عن طريق تقارير رقابية دقيقة، تشير إلى أمرين جليلين: أولهما: حرص القيادة الكريمة على بث روح المنافسة بين الأجهزة الحكومية من أجل الإسهام في تعزيز دور القطاعات الحكومية في دعم المسيرة الإصلاحية.
ثانيهما: الإشادة بالجهد المبارك الذي تبذله القيادة العدلية بقيادة معالي وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في تحقيقها هذه التطلعات، التي أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات، في دعوة لبذل المزيد من الجهد لاستشرافِ مستقبلٍ تتحقق به الغايات.
بارك الله في الجهود، ونفع بالجميع.