إن من سنن الله عزَّ وجلَّ ابتلاء عباده بالخير والشر، والصحة والمرض، والحياة والموت، وذلك كله لحِكم لا يعلمها إلا الله عزَّ وجلَّ وهو القائل {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم.
ألا وإن من أكبر المصائب وأعظم الفواجع فقد الكرام والأفاضل من الناس، وخصوصاً إذا كان ذلك فجأة ولمثل هذا المصاب حق للدمع أن يسيل:
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد شهم
يموت بموته خلق كثير
ففي يوم الأحد 24/8/1435هـ فُجعت بوفاة شقيقي سالم الجبيري (أبو سعد) والذي وافته المنية في حادث انقلاب على طريق مكة لأداء العمرة، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته والحمد لله على قضائه وقدره، وإنا على فراقك يا أبا سعد لمحزونون، وإن ما يخفف وقع المصيبة على الإنسان حينما يكون ممن قضى الله عليه الوفاء قد عرف بالسيرة العطرة والخصال الكريمة والسجايا الحميدة وخدمة الناس، وكان وفياً لوطنه في وظائفه التي شغلها بداية من معهد المساعدين الفنيين وبعدها في قسم التفتيش في وزارة البلديات، وآخرها مدير الشؤون المالية والإدارية بمستشفى القويعية حتى تقاعد، وكان خدوما طيب المعشر محبوبا عند خلقه لتواضعه، ومحبوبا عند زملائه لشهامته..
ولم يبق للفقيد لدينا إلا الدعاء الخالص والذكرى العطرة التي ستظل منقوشة في قلوبنا وسيظل شذاها يفوح بين كل من أحبه.
اللهم اغفر لأخي وارفع درجته في المهديين واخلفه على أولاده وزوجاته وإخوانه وافسح له في قبره ونوّر له فيه، واجعله روضة من رياض الجنة. والحمد لله رب العالمين.