مهما بلغت ثقافة أحدنا أو ملكه أو طموحه وتطلعاته أو همومه ومعصراته أو عمره.. يبقى محتفظا بشيء يدسه لنفسه، فيه ما فيه من الغرابة أو العبث أو الخروج عن المألوف أو المنطق حتى.
جاء في الحديث، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا تواباً نسَّاء، إذا ذكر ذكر) صححه الألباني ورجاله ثقاة.
وهذا هو الحبل الذي وثقه هذا الدين بين أرض أحدنا والسماء فلا ينقطع ولا يكسل المرء عنه كما فعل الأحبار الذين ابتدعوا الرهبانية فما رعوها ولا الصوفية الذين ابتدعوا التطهر عن الآدمية فعادوا بأسوأ مما كانت عليه.
لنعد إلى ما نريد قوله..
لا يبرر المؤمن ذنبه ولا يصر عليه بل يبقى وجلا خائفا حتى حين يقدم الطاعة فدين الله بين الرغبة والرهبة بين رجاء الرحمة والخوف من العذاب.
وحين جاء محمد - صلى الله عليه وسلم- في جاهلية جامدة لم يستخدم البروباجاندا كما يفعل الآن من يروج لأفكاره أو لمصالحه.
وإنما كان مثالاً للقوة التي تؤمن بالحق وبأنه لا بد أن يسود ولو طال زمان الظلام فكانت تصرفاته وصدقه لنشر دعوته وثباته هي البذرة الأولى التي لم يجد حلاوتها أحد فعاد لينتكس أبداً.
وهذا الزمن كثرت به حوائجه ومدخلاته ومخرجاته وظنونه وأعباؤه المادية, فيلتمس أحدنا حاجة في نفسه يبديها أو لا يبديها ويتصرف كيف ما كان للوصول لمتعتها أو طمأنينتها أو لمجرد تحقيق شيء في نفسه قد لا يعلم حتى هو ما مبلغ قدرته عليه وصدقه في ذاته ومصلحته في مستقبله.
من الطريف أحياناً حين أضع كتاب فكري تنوء به العصبة لألتفت إلى لعبتي المفضلة التي لا أملها في البلاي ستيشن «وقد يكون حقاً كمسماه بلاء: هل يا تراه من ذلك الذنب الذي نعود إليه وهل يا ترى يقدح في ما أصل له من قدرة يصنعها العلم إلى تذوق وفهم العالم حولي؟!
لنتصالح مع أنفسنا ومع من حولنا ولنكن صادقين, صادقين, ولنكن عباد الله إخواناً..