- من واقع الحياة المريرة أم من حاضر الحال الكسير...؟! - من قبس إهمالنا أصبحت الشوارع جدا على أحوالنا حزينة؟
شحيح المال، يلفح وجه لهيب صيف النهار، ينحى لحياة صغارة وأم تنتظر موعد الإفراج، ينغمس في مجتمع لم يقدر ذلك الإنسان، جار الوقت عليه حتى كسرته عقارب جبروت الزمان، طاغية الظروف التي تحمل بين طياتها، مخلوق ضعيف يبحث عن رغيف خبز يسد جوع تلك الصغار.
جاء من بعيد قطع بحرا، وعبر محيطا، ركب طائرة، طائرا مع أحلامه بتصحيح أحواله وأماني أبنائه لأب مغترب سيعود بعد غياب سيطول انتظاره وحنين أم تحمل على عاتقه هموم تلك الصغار فهي أب وأم في الوقت نفسه حينما تقوم بالعمل عن فردين من أفراد العائلة فهي تتقمص دور الأب الغائب الموجه لأبنائه حينما يخطئ ذلك الابن ويأتي الأب بعقاب صارم وأم باقي النهار تقوم بالطهي وتحضير ما يحتاجون من الطعام وعندما يمرض أحدهم تسهر الليل إلى أن ينشق الصباح كم حياته متعبة.. وكم تتحمل تلك المسكينة التي لا تملك إلا حساب كم يوما بقي ويعود الغائب الذي بغيابه أصبح كل شيء موجعا، وهاهنا أشياء تسرد قصصا من حكاية عامل مسكين في كل صباح تكتب سطور الحياة عن تجريد لمعنى ذلك الإنسان وتقلص ابتسامة ترتسم في محياه وخيبة أماني لبصيص أمل لم يولد بعد ومتاهات في سبيل العيش وتجاعيد تعداد أيام سجين ينتظر الفرج وشمس تارة تقترب فيحترق تحت لهيب النار وتارة عنه تبتعد فتكون بارداً قارصاً فيحتضن ذكرى الديار.
- تبدلت تلك الأحوال وتغيرت تلك الطقوس الإسلامية فمارسنا فنون الابتعاد وأصبح البعض يتناسى ذلك الروح والجسد حينما يكون بلا رحمة تقدر ذلك الكيان.
دعوني أتناولكم بسؤال: من منا حمل نفسة فوق حافة الرصيف بجانب ذلك المخلوق الملقب بعامل النظافة وقاسمه ظرفه الكسيف وسأله عما يحتاج؟! وأعطاه مما أعطاه الله
أو من منا ساعده ببطاقة شحن أو أعطاه ساعة مكالمة هاتفية يتصل بأهله واستمتع بمشهد عامل النظافة وهو يطمئن أبناءه بدلا من أن يعانق شباك التذاكر لكي يكافئ نفسه في مشهد في السينما وكأنه حقق إنجازا في يومه التعيس.