سبق أن قال الإعلامي الأمريكي المحافظ، والشهير، بات بوكانن: إن مبنى الكابيتول في واشنطن هو عبارة عن مستعمرة إسرائيلية، ومبنى الكابيتول هو مقر الكونجرس الأمريكي، والسيد بوكانن شخصية ليست محببة لايباك، ولذا فعندما ترشح للرئاسة الأمريكية أمام جورج بوش الأب، كانت فرصته بالفوز شبيهة بفرصة فوز شعبان عبدالرحيم بمنصب الأمين العام للجامعة العربية، ويكتفي بوكانن، وغيره من المحافظين الذين تهمهم أمريكا، وأمريكا فقط بالظهور الإعلامي، ولا تمانع ايباك في هذا، طالما أنهم لن يتسنموا مناصب في الإدارة الأمريكية، فهذه المناصب تبقى حصراً لأصدقاء ايباك المخلصين، من شاكلة السيناتور الجمهوري، جون ماكين، ووزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، والرئيس الحالي، باراك أوباما، وغيرهم ممن تأتي مصلحة إسرائيل بالنسبة لهم بالمقام الأول، قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه حقيقة، وليست تخميناً، فلو كان الفائز بالرئاسة الأمريكية هو الأمريكي المخلص، والذي يجعل مصلحة الولايات المتحدة فوق كل اعتبار، لفاز بها السيد، روس بيرو، الثري التكساسي، والذي دفع من ثروته الخاصة لدعم حملته الانتخابية، ولفاز بها السيناتور الشهير، قاري هارت، وغيرهم من الأمريكيين المخلصين لبلدهم. هذا، ولكن حضور هؤلاء يكون شرفياً، بسبب سطوة الإعلام الأمريكي، والذي تديره ايباك أيضاً، فهذا الإعلام يسخر آلته الجبارة لمن ترغب به ايباك، ولعل فوز جورج بوش الابن، وباراك أوباما خير أمثلة على ذلك، فلم يكن أحد يتوقع، حتى في الأحلام، أن يفوز بوش الابن برئاسة أقوى دولة في العالم، إذ إن والدته، السيدة باربرا بوش، كانت تسخر منه، عندما ترشح للرئاسة، ولكن كان لايباك رأي آخر، وذات الحال ينطبق على باراك أوباما، كما يعرف الجميع.
الآن، وقد اتضحت المؤامرة الكبرى على عالمنا العربي، والسعي لتفتيته إلى دويلات اثنية متصارعة لصالح إسرائيل، عن طريق ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، فهل يحق لنا أن نتساءل عن سر تلك الحملة المهولة التي قام بها الإعلام الأمريكي لصالح باراك أوباما، عندما ترشح، أو رشح للرئاسة، إذ إن هذا الإعلام افتتن به، وتم الترويج له بشكل لم يسبق له مثيل، وهو الأمر الذي أدى إلى كسر كل قواعد السياسة الأمريكية بفوز أول أسود بالرئاسة، فهل يا ترى كان هناك ربط بين فوز سياسي أسود، من أصول إسلامية، ومشروع تفتيت العالم العربي المسلم؟!. وبمعنى آخر، هل تم خداع العرب، والمسلمين بحيث يتم تنفيذ مؤامرة تفتيت، وتقسيم العالم العربي على يد رئيس يفترض أنه الأقرب لهم، والأحرص على مصالحهم، نظراً لخلفيته العرقية، والدينية؟!!، وسأترك الإجابة لكم.