مع إطلاقه هويته الجديدة، مطلع رمضان الماضي، تمكن التلفزيون السعودي من اجتذاب نسبة من المشاهدين خلال الشهر الكريم، وذلك من خلال عرض عدد من البرامج والمسلسلات، والتي جاء من بينها مسلسل «أبوملوح» مواكباً للهوية الجديدة للتلفزيون السعودي.
خطوات بسيطة وواضحة اتخذها «أبوملوح» في طريق النجاح وحقق من خلالها مبتغاه، ونستطيع أن نجملها في بساطة الطرح، وتناول أفكاراً وموضوعات قريبة من نفس المتلقي، وانتقائها بعناية مع مراعاة أن تكون معالجتها بذات الأسلوب السهل، بروح كوميدية مبتكرة رسمت الابتسامة على الوجوه.
كذلك يجيء عدم الابتذال من أهم أسباب نجاح المسلسل الذي أدرك القائمون عليه أنهم يخاطبون شريحة واعية وان الطرح يجب أن يكون مناسباً لدرجة الوعي هذه، فجاء المسلسل بعيداً عن الابتذال على الرغم من البساطة السائدة في كل تفاصيله.
ولعل من أكبر مميزات المسلسل ما يمكن أن نسميه (الشعبية) والتي استطاع أن يتعمق فيها لدرجة كبيرة فجاء المسلسل شعبياً بامتياز، هذه الروح هي ما ميزه وجعله محبباً للمجتمع بكل طبقاته، وغير بعيد عن هذا تأتي التلقائية وعدم التكلف، ما جعل الشخصيات تحيا بين الناس، تلامس حياتهم .
وعلى الرغم من أن شركة نيوتك المنتجة للعمل ليست من الأسماء المعروفة لدى المشاهد إلا أنها استطاعت بهذا العمل أن تثبت أن النجاح ليس في البحث عن الضحك بدون هدف بقدر ما هو ابن للموهبة والإبداع.
نجاح «أبوملوح» هذا العام يرتفع قياساً على عرضه في الفترة الذهبية التي تعرض فيها القنوات أفضل ما لديها؛ ما يدل على أن القناة السعودية راهنت على فرس ترى أنها تملك كل مقومات النجاح وتحقق لها ما أراد، فقد تمكن المسلسل من جعلها من بين القنوات الأكثر مشاهدة في الفترة الذهبية.