استعرض معرض «إثراء المعرفة» المنعقد حالياً في الرياض رؤى جديدة تمكن المواطنين والمقيمين لدى تفعليها من المساهمة في تخفيض استهلاك الطاقة الذي يجري العمل عليه في إطار التوعية بأهمية كفاءة الطاقة وضبط استهلاكها.
ومن المعروف أن المملكة شرعت في برنامج «كفاءة الطاقة» مبادرة وطنية طموحة، تعتمد بالدرجة الأولى على تعاون المواطنين والمقيمين على حد سواء في استهلاكهم للطاقة.
وفي جناح «كفاءة الطاقة» الذي يقام بالتعاون مع المركز الوطني لكفاءة الطاقة في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، طرحت عدد من التجارب والممارسات التي ثبتت قدرتها في تكوين آفاق جديدة في عقل الطفل حول ترشيد استهلاك الطاقة في المنزل والمدرسة وحتى في السيارة.
وبيّن عبد العزيز السياري المشرف على الجناح أن هناك أفكارا إبداعية استخدمت في أجنحة المعرض تصب في معظمها لخلق حالة وعي عبر مقارنة الألعاب الحركية من دراجات هوائية وغيرها، بهدف إيصال رسالة للأطفال مضمونها أن الطاقة المهدرة يمكن مقارنتها مع المجهود الذي يبذله الطفل لإنتاج أقل كمية من الطاقة التي قد تشعل مصباحا واحدا لثوان محدودة، وربط هذه الفكرة متناهية الصغر مع الحملة الكبيرة التي تستهدف تعديل سلوك الأفراد في قضايا هدر الطاقة، مشيراً إلى أن تثقيف الطفل بالترفيه جزء من أهداف هذا الجناح.
أمام ذلك، يأتي في زاوية أخرى من الجناح بيت زجاج بالكامل مكون من تسعة أقسام من غرفة للمعيشة وأخرى للطعام وغرفة النوم أيضا، سيتعلم الزائر لهذا البيت الشفاف، كيف له أن يوفر الطاقة في منزله بأساليب متنوعة حيث يبرز لكل قسم في المنزل أسلوبا خاصا لتوفير الطاقة.
وهنا، يفيد السياري أن هذا القسم أطلق عليه «الطاقة بشفافية»، موضحا أن إغلاق التلفاز بجهاز التحكم فقط لا يفي بغرض التوفير في الطاقة، بل إن فصل التيار من المقبس هو الحل، إذ إنه وفي حال لم يتم قطع التيار من مقبسه فإن التلفاز سيستهلك ما يعادل عشرة في المائة من الطاقة التي يستهلكها وهو في وضع التشغيل. واستطرد السياري بالقول إن نوع الإضاءة المستخدم في كل حجرات المنزل، له معايير تساعد على خفض استهلاك الطاقة، مبيناً أن أثر هذا التوفير سيكون إيجابياً على المدى الطويل، حيث يتعرض الأطفال لتجربة توليد الطاقة عبر الحركة على دراجة موصولة بنوعين مختلفين من المصابيح، يستهلك الأقل كفاءة منها المجهود الجسدي الأكبر للطفل مما يرسخ لدى الأطفال فكرة أهمية اعتماد الأجهزة ذات الكفاءة العالية.
وفيما يتعلق بعلاقة المياه بتوفير الكهرباء، أوضح السياري، أن محطات تحلية المياه تستخدم طاقة هائلة للتحلية، مضيفا أن تحلية المياه في السعودية تكلف الدولة طاقة ضخمة جدا، الأمر الذي يفرض حال استخدام الفرد للمياه استشعار ذلك، مؤكدا أهمية ألا ينظر للطاقة فقط على أنها الإنارة والتكييف «بل حتى المياه تحتاج من الجميع أن يتعامل معها بأسلوب اقتصادي وطني يوصل البلاد للهدف الأهم وهو تقليص استهلاك طاقتنا وحفظها للأجيال المقبلة».
وذكر السياري أن جناح كفاءة الطاقة هدفه الرئيس هو التوعية والتثقيف لترشيد الطاقة، مبيناً أن الجناح يضم عدة أقسام أولها موقف العالم من الطاقة ومن خلاله يتم عرض النسب المئوية لإنتاج الطاقة في البلدان بشكل مجمل وبيان مدى الطاقة المهدرة بمقابل المستهلكة فعلياً، موضحا أن إنتاج الكهرباء في السعودية يعتبر الأغلى عالمياً وهي الأكبر من حيث الطاقة المهدرة.
وثاني الأقسام هو البيت الزجاجي الذي تنم فكرته عن الطاقة بشفافية، ويقدم القسم نصائح وإرشادات لكل ما يحاكي المنزل التقليدي بأجهزته ومعداته العاملة بالطاقة الكهربائية، مع التركيز على السلوكيات والمفاهيم الخاطئة للتعامل مع الأجهزة الكهربائية المسببة لهدر الطاقة.
وتأتي حديقة أجيال الطاقة في الترتيب الثالث لأقسام الجناح وتعتمد على التثقيف والتعليم بالترفيه، فكل الألعاب مزودة بوحدات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الحركية الصادرة من الطفل أثناء لعبة، إذ إن هناك أنوارا موصولة بعجلات الدراجات الهوائية تضيء أثناء لعب الأطفال.
يذكر أن برنامج «إثراء المعرفة» يفتح أبوابه يومياً للزوار من الساعة الخامسة عصرا وحتى منتصف الليل، ويستقبل البرنامج في مقره بمدينة الرياض بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض جميع أفراد الأسرة من مختلف الفئات العمرية.