شعر
الموت من غضب
إلى ضحايا المعجزة.. إلى الذين لهم مع التاريخ موعد.. إلى أبناء الانتفاضة.. إلى أحباء الله.. الصابرين المجاهدين في غزة وأكناف القدس..
الموتُ من غضب أدهى من النارِ
يا غضبة الحق ثوري بالدّم الجاري!!
ثوري فما عاد في التاريخ من فطر
موارة بالنزيف الأخضر الواري؟!
إلا بني صحوة الأقصى ونخوتهم
ثوري بهم.. فالبقايا همُّ ثوار
بقية الناس من أصلاب من خلدوا
وطوقوا دارة الإيمان بالغار
من نار من ركضوا بالشمس وادّرعوا
فضفاضها بين أعصارٍ وإعصارِ!!
وزلزلي الطينة السوداء ما خمدت
إلا لحفنة مخدوعين خوّارِ
دوري عليهم بسجّين الوعود كما
تساوروا الوهم بالغسلين والقار
وخدّديهم بعيداً عن مقابرنا
في المنحنى من شفير الغرقد الهاري!!
دوسي بأعقاب مقهورين قد حذقوا
لهم مآرب محرور وجبّار!!
جباههم من فتيت النجم مقمرة
وفي الثرى ربوة من غيط أزهار!!
ريش من الملأ الأعلى جلودهم
من عهد آدم طوبى كل معطار!!
قلائد ساطعات الخلق مورقة
على معين أبي الفادين «عمار»(1)!!
ما زادهم جبروت الآن غير فدىً
لهيبه لحم اعزازٍ وإكبار!!
لحم من الأرض للأرض التي انبجست
بالطاهر المنتقى من جمر إصرار!!
شعب بأكناف بيت القدس قد محضوا
بالنور من يعربيّات وأحرار!!
ترشّفوا من حليب الأرض خالصة
كما تكهرب مأثور بآثار!!
غر على الأسلات البيض قد عجموا
وكاشفو محنة البلوى بأسرار!!
يا فتية المسجد الأقصى وما مخضت
من رعشة في يقينيين أبكار؟!
إن الوقود وقود الشرق أوله
في الشام منذ متى في عهدة القاري!!
والآن ينتفض التاريخ ثانية
كما يشاء بأخيار وأخيار!
إن كان قد وجد الشيطان لعبته
فجابهوا فتنة الملعون بالثار؟!!
لا بارك الله في شعب بلا ثار
ولا انتماء مكان دون إيثار!!
ذودوا فبالأحمر القاني أوائلكم
تطهروا من خرافات وأوضار؟!
واستبسلوا فبنو الخذلان ما برحوا
في كل عين حواليكم ومنخار!!
يهشّهمْ بالعصا قَيْنٌ ويوقفهم
بين الملايين بالخذلان والعار؟!
يا طالما جلبوهم دونما ثمن
وطالما علقوهم دون معيار
وراقصوهم ولا زالوا على قدم
مشكولة مثل فعل القط والفار!!
وطالما طاردوهم كل مطّرد
وفندوهم بأنياب وأظفار!!
والوارمون بأمجاد مزيفة
كالمنجدين بأسمال وأهذار!!
توزع العملاء الأرض وانتبشوا
كل الخبايا بأفّاقين أشرار!!
لاتت عجينتهم «لات» وعاق بهم
«يعوق» واستمطروا من طير «عشتار»!!
من أين.. لا أين.. لا أهل ولا سكن
إلا لصفقة دهقان وسمسار؟!
كل الضياع كلاب في مرابضها
توزعتها بأمتار وأشبار!!
يا لعنة الله صبّي وانفضي حلكاً
تلوي عثانينه بالحقل والدار؟!!
- معيض البخيتان
