أظهر المركز السعودي لكفاءة الطاقة، أن الفرد السعودي هو الأعلى استهلاكاً للطاقة في العالم بحوالي 8300 كيلوواط، بينما معدل استهلاك الفرد العالمي 2700 واط فقط، حيث زاد الاستهلاك في المملكة بنحو 50 في المائة خلال السنوات الـ 25 الأخيرة، بينما نقص في بقية العالم بنحو 11 في المائة، وفي ألمانيا بنسبة 46 في المائة. جاء ذلك من خلال مشاركة المركز ضمن فعاليات برنامج (إثراء المعرفة)، الذي تنظمه شركة أرامكو السعودية في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، عبر جناح مخصص لكفاءة الطاقة للتعريف بأهمية استخدام الأنظمة والأجهزة التي تعمل على تخفيض استهلاك الطاقة والأثر الإيجابي لهذا السلوك على الوطن والمواطن في وقت واحد. ويسلط جناح «كفاءة الطاقة» الضوء على أحد أكبر التحديات الوطنية التي تتعلق بهدر الطاقة، وهو معرض تفاعلي يتناول تحديات ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة ونموها في المملكة، وذلك بهدف تعميق وعي الزوار وتحفيزهم للإسهام في ترشيد الطاقة عبر أساليب عملية للتوفير في فواتير الكهرباء، وفي الوقت ذاته الحفاظ على تلك الثروة الثمينة واستدامتها للأجيال القادمة. ويتكون المعرض من أربعة أقسام؛ القسم الأول يحتوي على (الطاقة من منظور العالم، والمبادرات تجاه ترشيد ورفع كفاءة استهلاك الطاقة، وأشكال الطاقة المتجددة وبطاقة كفاءة الطاقة)، حيث يتم فيه مقارنة استهلاك الطاقة، وكثافة الطاقة والعوامل التي تؤثر على كفاءة الطاقة في دول العالم الصناعية الكبرى وغير الصناعية مع المملكة. القسم الثاني (الطاقة بشفافية) أو كما يطلق عليه المنزل الزجاجي ويحتوي على غرف وأجهزة منزلية تحاكي أساليب حياتنا اليومية تم تصميمه من الزجاج لإيضاح المعلومات بشفافية بهدف تعميم الفائدة للجميع واكتشاف السلوكيات الخاطئة، وحث الناس على تبني سلوكيات إيجابية في حفظ الطاقة واتباع الإرشادات والمعايير والوسائل اللازمة لذلك وتعلّم كيفية توفيرها في أرجاء المنزل، ويتركز اهتمام الزوار في هذا القسم، حيث تكثر استفسارتهم عن كمية استهلاك الأجهزة المنزلية وخصوصًا أجهزة التكييف. القسم الثالث (حديقة أجيال الطاقة) وهي مخصصة للأطفال لتحثهم على توفير الطاقة باستخدام مبدأ التعليم بالترفيه، حيث تحتوي على ألعاب تعتمد في طاقتها التشغيلية على حركة الأطفال وأشعة الشمس من خلال خلايا شمسية موضوعة خارج المعرض. القسم الرابع (المنطقة العامة) ويحتوي على ركنلمعارض ومنطقة التعهدات. وأكد إبراهيم القاضي مسؤول ركن مكافأة الطاقة، أن نحو 82 في المائة من استهلاك الطاقة يذهب لقطاع الإسكان والخدمات، إضافة إلى أن 50 في المائة من استهلاك الكهرباء يستخدم للتدفئة والتبريد. وحرص الزوار على الاستفادة من المعلومات حول الاستخدام المرشد للطاقة والأجهزة الكهربائية المرشدة للطاقة والتي تحمل بطاقة كفاءة الطاقة، حيث تولى العاملون في جناح المركز تقديم شرح عملي لهذه الأجهزة، التي تعرض في أسواق المملكة والتي تطبق المعايير والمواصفات القياسية السعودية المصرح بها، وفي الوقت نفسه شرح العاملون بطاقة كفاءة الطاقة التي تكون ملصقة بالأجهزة لتكشف نوع الجهاز ومدى ملاءمته للمواصفات والمقاييس. وهدفت أرامكو السعودية من برنامج إثراء المعرفة، الذي أطلقته ثاني أيام عيد الفطر المبارك ولمدة شهر وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، بحضور رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، إلى تعزيز جهود بناء المجتمع المعرفي في المملكة من خلال فعاليات تجمع بين الترفيه والتعليم بأسلوب تفاعلي، يحث على المشاركة والاستكشاف من خلال قوالب إبداعية تلائم جميع الفئات العمرية. وقد عبر سموه يوم الافتتاح عن سعادته بافتتاح هذا البرنامج الذي عده شاملاً لجميع أفراد العائلة حيث يحقق جملة من الأهداف التي ستثري المجتمع معرفياً وثقافياً من خلال البرامج المميزة التي تهتم بكافة فئات وشرائح المجتمع، كما أشاد بفعاليات إثراء المعرفة، حيث ذكر أن البرنامج سيوجد جيلاً من الرواد والمبدعين الذين سيحققون طموحات وتطلعات قيادتنا الرشيدة في أن تكون المملكة في مقدمة الدول المعرفية، كما سيكون لهذا البرنامج الريادي دوره الكبير في منح الجيل القادم مفاتيح المعرفة بكافة صورها من خلال الوسائل المعرفية المتنوعة. بدوره أكد رئيس أرامكو السعودية أن برنامج إثراء المعرفة يعد من أهم البرامج التي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذراع الثقافية لأرامكو السعودية، حيث يقوم المركز على عناصر عدة أهمها: المعرفة، والعلوم، والثقافة. مشيراً إلى أن هذا الاستثمار في تطوير البنية المعرفية هو من الأولويات التي تهتم بها أرامكو السعودية. من جانبه، أوضح مدير البرنامج عمر بدر خلال اللقاء التعريفي بالبرنامج والذي سبق حفل التدشين أن البرنمج يعمل على خدمة الوطن ودعم الجهود الوطنية المعنية بتنمية الثروة البشرية وتعزيز روح الابتكار والإبداع وبناء المجتمع المعرفي، ويندرج تحت المسؤولية الاجتماعية التي توليها أرامكو السعودية اهتماماً فائقاً. كما أوضح مدير شؤون أرامكو السعودية في المنطقة الوسطى، خالد الرميح، أن البرنامج هو جزء من منظومة التنمية الوطنية التي تسهم بها أرامكو ضمن مشاريعها الاقتصادية والبيئية والمعرفية، ورأى أن البرنامج يواصل نجاحاته من خلال الجمع بين عنصري التثقيف والترفيه مما يعطيه بعداً مميزاً يمكنه من ملامسة عقول وقلوب عشرات الألوف من الزوار، ويستهدف الوصول إلى صناعة وعي مجتمعي عميق يقود نحو السلامة وترشيد استهلاك الطاقة، وهو ما يعد من التحديات الكبيرة التي يواجهها الوطن.