سقط القلم من يده بعدما باغته النعاس وأسند رأسه على أوراق روايته التي انتهى من كتابتها للتو، وضم رأسه بذراعيه...
ورأى فيما يراه النائم بأنه يرتدي حلة مزركشة ويقف على سور بناء شاهق وينثر أوراقاً ملونة وغريبة الشكل على أناس تجمهروا بالأسفل ينظرون إليه..
وهم ما بين مستغرب ومندهش، وثالث يدفعه الفضول لمعرفة ما في تلك الأوراق، وآخر ينتظر نهاية ذلك المشهد، وآخر خائف عليه..
وبأعلى صوته يصرخ « أنزل قبل أن تسقط..
سارع في النزول «وآخرون هناك في الركن الأيمن يضحكون ويقهقهون عاليا لا أدري ما سبب ضحكهم، أهو هذا المعتوه بنظرهم ! أم يضحكون لشيء آخر.
وهناك في الوسط جماعة من الناس لا مبالين لما يحدث بل قادتهم خطواتهم إلى هذا الجمع ولكن لا أدري أهو حب الفضول الذي قادهم إلى هنا؟ أم طريقهم الذي ساروا فيه قد انتهى في وسط هذا الحشد؟! وأثناء حركته فوق السور لا مبال أختل توازنه وسقط من أعلى وأثناء سقوطه وحركة يديه في الهواء اصطدمت يده اليمنى بزجاجة الحبر الذي لم يجد له حاجزا يحجزه..
فصبغ كل ما على الطاولة بلونه الأحمر القاني..
وبعد ارتطامه بالأرض حمله الناس على أكتافهم ملطخاً بدمائه وعلى ضجيج صراخهم وبكائهم عليه استيقظ ورأى الدم قد سال من رأسه وجميع جسده فصعق لمنظره وخر صريعاً لا يقوى على الحركة!! ولم يعلم المسكين بأن ما رآه ليس إلا حبراً أحمر كان قد كتب به نهاية روايته الأخيرة..!