شهد مركز الملك فهد الثقافي «قرية المفتاحة» بمدينة أبها حراكاً فنياً مدهشاً وغير مسبوق منذ سنوات، عبر فعاليات المهرجان السعودي الإماراتي الذي يندرج ضمن فعاليات مهرجان «أبها يجمعنا»، الأمر الذي أسهم في تواصل ارتفاع معدلات الزوار بشكل لافت يومياً. رئيس الوفد يشارك في لوحة الولاء، وخرجت ورش الخط ضمن فعاليات المهرجان بلوحة خطية نثرت حبر الولاء والانتماء للبلدين ومشاعر المحبة والأخوة وصدق العلاقات بين شعبيهما. وجاءت اللوحة الخطية في ورق مقهر بألوان عدة، وخطوط الديواني والثلث والنسخ، كما تضمنت عبارات الترحيب من الجانب السعودي والإشادة بكرم الضيافة من الجانب الإماراتي واسمي عاصمتي البلدين الرياض وأبوظبي ومنطقة عسير وعاصمتها الإدارية أبها. وشارك في الورشة رئيس الوفد الإماراتي المشارك في المهرجان سعيد العامري، والفنان السعودي عبدالمجيد الشهري. فن أبهر الطليان والفرنسيين ولم يكن ذلك فحسب هو الحراك الفني الموجود في المهرجان، بل نجح الاستديو المعاصر في إيجاد حضور مختلف، من خلال عرض فيديو ارت بعنوان «تبليط البحر»، مدته 8 دقائق. ويقول صاحب العمل ومعده الفنان عبدالكريم قاسم: إن العمل يتحدث عن أن المثل التعجيزي «بلط البحر» قد انكسر في أزمة الأراضي على اليابسة، إذ وصل الأمر لمحاولة لصوص إيجاد أراض على سطح الماء، إضافة إلى أزمات الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب المياه والتلوث البيئي والكيمائي. لافتاً إلى أن العمل نفذ في شاطئ القحمة، شاركه فيه مجموعة من الشباب منهم الشابان عارف النملي ومنصور أحمد، وأنه سيعرض في مهرجان فيديوهات ارت في مدينة مرسيليا الفرنسية.
ويضم استديو الفن المعاصر أعمالاً فنية أخرى للفنان عبدالكريم قاسم هو «طوق النجاة»، لبعض من يذهب للجماعات المتطرفة فيجد نفسه غارقاً. وأعمال للفنان إبراهيم أبومسمار، الأول عبارة عن 76 قطعة مشرط على عدد القرى والمدن التي قصها الجدار الإسرائيلي العازل في الأراضي الفلسطينية والذي اقتناه متحف «دي كاستيلوا» الإيطالي من أهم متاحف العالم، والثاني اتجاه القبلة «طائرة» طبعت في أسبانيا وفصلت في فرنسا وصنعت في كابول ثم دبي. والثالث مشروع كامل عن مظاهر اجتماعية عبارة عن لوحة رسم شارك فيها كل عائلته. كما يوجد في الاستديو عبدالله آل فايع الفنان الصاعد الذي لم يتجاوز 18 ربيعاً بعملين «حنين» و»حلم»، نفذا بطريقة جديدة في القرافتي. ويسعى الاستديو إلى أن يكون أول استديو فن معاصر تحت مظلة رسمية، حيث يقول الفنان إبراهيم أبومسمار: «إن الفن بات في الوقت الراهن تغييراً في العالم من ناحية الفكر والطرح، وليس لوحة بدون فكره ورسالة»، مشدداً في الوقت ذاته على أن الفن السعودي فاجأ العالم، وأنهم يوثقون في هذه المرحلة للجيل القادم، ويسعون إلى أعمال تشرف وتواكب العصر.