أتمنى لكم جميعاً شهراً مباركاً سعيداً. إن هذا العام هو من أحد الأعوام ذات أطول ساعات صيام أثناء أوقات النهار حيث يأتي في منتصف فصل الصيف. أدركُ أنه لم يكن وقتاً سهلاً للصائمين، بل آمل أنكم قضيتم وقتاً رائعاً مع أسرتكم وأصدقائكم وزملائكم.. وأرسل إليكم رسالتي السابعة، آملاً أن تجدوا هذه الرسالة مفيدة وممتعة.
[زيارة وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني إلى المملكة العربية السعودية في 4 مايو 2014م]
قام معالي وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة السيد/ توشيميتسو موتيغي بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في 4 مايو 2014م، بدعم ودّي من حكومة المملكة العربية السعودية. خلال هذه الزيارة، قام معالي الوزير موتيغي بعقد ثلاثة لقاءات ثنائية مع نظرائه، كما ألقى كلمة الافتتاح في منتدى الأعمال الياباني-السعودي.
أولاً، عقد الوزير موتيغي لقاءً مع صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مساعد وزير البترول والثروة المعدنية. خلال اللقاء، تبادلا وجهات النظر حول القضايا المتعلقة بحالات الطاقة العالمية، وأكدا أن كلا الجانبين سوف يقومان بتطوير مزيد من التعاون بين اليابان والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات. وفي نفس الوقت، تبادلا الآراء حول التعاون الموسّع بين البلدين في مجال كفاءة استخدام الطاقة، والتي تنوي المملكة العربية السعودية الإنخراط فيها بجدية.
ثانياً، عقد الوزير موتيغي لقاءً مع معالي الدكتور/ محمد الجاسر، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، حيث تم إبرام اتفاق للتعاون في مجال «الاقتصاد القائم على المعرفة». خلال هذا اللقاء، تبادل الوزيران وجهات النظر حول القضايا المتعلقة باتجاهات عالمية للطاقة، بما في ذلك الآثار المحتملة للوضع الأوكراني بحضور رجال الأعمال اليابانيين الذين رافقوا الوزير موتيغي في زيارته إلى المملكة العربية السعودية. وفي نفس الوقت، ناقش الوزيران التعاون بين البلدين في مجال تطوير الموارد البشرية في قطاع الصناعة وكذلك تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية.
ثالثاً، عقد الوزير موتيغي اجتماعاً مع معالي الدكتور/ توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة السعودي، واتفقا على أن اليابان والمملكة العربية السعودية سوف تقومان بتشجيع مزيد من التعاون في تعزيز الصادرات من المملكة العربية السعودية. عقب الاجتماع، اتفقا أيضا على أن تقوم شركة هيتاشي المحدودة بتأسيس مشروع مشترك في المملكة العربية السعودية، أحد إنجازات فرقة العمل الياباني - السعودي للتعاون الصناعي، وشهدا توقيع مذكرة تفاهم بين الشركات الصغيرة والمتوسطة اليابانية والسعودية بغرض تحسين أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة.
علاوة على ذلك، وفي منتدى الأعمال الياباني - السعودي، ألقى الوزير موتيغي الكلمة الافتتاحية، وأوضح أن اليابان تتوقع تعميق مزيد من العلاقات الاقتصادية اليابانية - السعودية وترغب تطويرها من خلال التعاون في شراكتهما التي لا يمكن الاستغناء عنها. تم عقد المنتدى بحضور 280 شخص، منهم 130 شخص من الجانب الياباني بمن بينهم أعضاء البعثة الاقتصادية المرافقين للوزير موتيغي، و 150 شخص من الجانب السعودي، مما يدل على التوقعات القوية في عالم الأعمال لكلا البلدين نحو مزيد من التنمية الثنائية في العلاقات الاقتصادية.
[قرار اليابان تجاه «المساهمة الاستباقية للسلام»]
بتاريخ 22 يونيو 2014م، قمتُ أنا بصفتي كسفير اليابان لدى المملكة العربية السعودية، باستضافة حفل استقبال بمناسبة يوم قوات الدفاع الذاتي اليابانية في مقر إقامتي. أقيم هذا الاستقبال احتفالاً بإنشاء قوة الدفاع الذاتي ولإغراء مساهمتها الكبيرة تجاه السلام والاستقرار للمجتمع الدولي لمدة 60 عاما منذ إنشائها. اتخذتُ هذه المناسبة لتقديم السياسة اليابانية الجديدة حول السلام والأمن أمام المسؤولين العسكريين والمدنيين السعوديين، وذلك من خلال إلقاء خطابي على النحو التالي:
«منذ وقت طويل وبشكل مستمر، كانت اليابان بلداً محباً للسلام، وذلك ما يقرب من 70 عاما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتقوم بتقديم مساهمات كبيرة للسلام والاستقرار في العالم من خلال أنشطة مختلفة، فقوات الدفاع الذاتي هي الجزء المتكامل لها. لقد قررت الحكومة اليابانية على استمرار نفس المساهمات في المستقبل أيضا، واعتمدت مؤخرا شعارا جديدا ‹المساهمة الاستباقية للسلام› في توجيهاتها السياسية الخارجية.
وفي خطابي، أوضحتُ أيضاً أننا أحرزنا «هذا القرار بناءً على البيئة الأمنية الراهنة وعلى الاعتراف الواقع أنه لا يمكن لأي بلد أن يضمن السلام والأمن في العالم وحده». ولم يتغير التوجه نحو السلام في السياسة الخارجية لليابان، ولن يتغير أبدا بالفعل.
في هذا السياق وبتاريخ 1 يوليو 2014م، أعلنتْ حكومة اليابان «قرار مجلس الوزراء بشأن تطوير وضع التشريعات الأمنية المسلسلة لضمان بقاء اليابان ولحماية شعبها». وقد اتخذ مجلس الوزراء هذا القرار على خلفية البيئة الأمنية المحيطة باليابان والتي حولت جذريا وتستمر في تطورها. وبسبب التحول في ميزان القوى العالمي والتقدم السريع في ابتكار التكنولوجي، والتهديدات الناشئة عبر الحدود مثل تطوير وانتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية، والهجمات عبر الإنترنت، والإرهاب الدولي الآخذة في التوسع. أيّة تهديدات، بغض النظر عن المكان الذي تنشئ فيه، يمكن أن يكون له تأثير مباشر على أمن اليابان. وأكرر، أنه لا يمكن لأي بلد أن يحقق السلام الخاص به بجهوده الذاتية فقط. فإن التشريعات الجديدة التي ستبدأ بصياغتها الحكومة اليابانية ستجعل استجابات مسلسلة وكافية لأية حالة وستعزز مساهمات اليابان للسلام والاستقرار في المجتمع الدولي.
علاوة على ذلك، أود أن أشرح عن قرار آخر لمجلس الوزراء الذي تم اعتماده في شهر إبريل 2014م حول ثلاثة مبادئ لنقل المعدات والتقنية الدفاعية.
فمن المطلوب أن تساهم اليابان بشكل أكثر فعالية في السلام والتعاون الدولي بما في ذلك من خلال استخدام معدات الدفاع، والمشاركة في التطوير والإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية والمواد الأخرى ذات الصلة، وإن هناك حاجات متزايدة لاستخدام وتوفير الآلات الثقيلة ومعدات الدفاع الأخرى التي تنقلها قوات الدفاع الذاتي اليابانية إلى البلدان والمواقع المنكوبة. وأيضاً، أصبحت تياراً رئيسياً مشاريع التنمية والإنتاج المشترك الدولي لأداء أجهزة الدفاع. وعلى هذه الخلفية، قامت حكومة اليابان بتخطيط مبادئ واضحة عن نقل الأسلحة والتقنية العسكرية إلى الخارج، والتي تتلاءم مع البيئة الأمنية الجديدة. في هذا السياق، تم تحديد الحالات التي يحظر فيها النقل، من أجل الحد من الحالات التي يمكن السماح بالنقل بعد فحص دقيق، والرقابة الملائمة على عمليات النقل بحيث يمنع الاستخدام غير المصرح به وكذلك النقل إلى الطرف الثالث.
قد يسيئ البعض في الفهم من ويخاف من أن اليابان قد تعود مرة أخرى لتصبح دولة عسكرية تهدد السلام في منطقتها. وهنا، بصفتي كسفير اليابان، أؤكد بقوة أن اليابان سوف تستمر في أن تكون دولة محبة للسلام في المستقبل كما كانت هي خلال العصر الطويل الماضي. وبشكل مستمر، يتعهد رئيس الوزراء آبي «السلام» في خطاباته وبياناته، إلخ خلال مناسبات عديدة.
[حضور دولة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) في بروكسل]
خلال الفترة من 4 - 5 يونيو 2014م، حضر دولة رئيس وزراء اليابان السيد/ شينزو آبي قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) التي عقد ت في مدينة بروكسل. فيما يتعلق بالشؤون في أوكرانيا، أشار آبي إلى ضرورة ضمان أمن أوكرانيا ووصف أنه لا يسمح تغيير الوضع الحالي بالقوة، كما لا تسمح التوسعية التي سوف تتحدى ضد النظام الإقليمي سواء إن كان في أوكرانيا أو في وآسيا. أعرب رئيس الوزراء آبي أيضا عن المساعدات الممكنة لليابان تجاه استقرار أوكرانيا، في حين أن عملية تشكيل دولة جديدة تحت قيادة الرئيس الجديد السيد/ بروشينكو سوف تبدأ في أوكرانيا. وبالإضافة إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء آبي على أهمية الدعم من قبل روسيا، البلد المجاور من أوكرانيا وضرورة إشراك روسيا كدولة مسؤولة في مختلف القضايا التي تواجه المجتمع الدولي.
علاوة على ذلك، ناقش رئيس الوزراء آبي موضوع حرية الملاحة والتحليق. دعا آبي إلى المبادئ الثلاثة هي (أ) على الدول، تقديم مطالباتهم على أساس القانون الدولي (ب) وعليها عدم استخدام القوة أو الإكراه خلال محاولتها في عرض مطالباتهم (ج) وعليها أن تسعى إلى تسوية النزاعات بالطرق السلمية. وبين رئيس الوزراء آبي أن حيازة سلاح نووي من قبل كوريا الشمالية لن تكون مقبولة، وأنه يجب على كوريا الشمالية التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة. قام رئيس الوزراء آبي أيضا بنداء قوي لإيجاد حل لقضية المختطفين. حصلت تصريحات رئيس الوزراء آبي على دعم قوي من قيادي مجموعة الدول الصناعية السبع (G7).
[الذكرى الــ 60 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والمملكة العربية السعودية في عام 2015م]
كما يعلم الكثير منكم، أن عام 2015م سوف يكون عاماً مميزاً لعلاقة اليابان والمملكة العربية السعودية، لأنه يصادف الذكرى الــ 60 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1955م.
نشعر بغاية السرور لأنه تم تعيين صاحب السمو الأمير/ محمد بن سعود بن خالد، وكيل وزارة الخارجية لشئون المعلومات والتكنولوجيا للعمل معنا لتنسيق هذه الفعالية.
وأيضاً تم اختيار شعار هذه الذكرى من بين أكثر من 70 طلب للمشاركين من الشعب من الجانبين الياباني والسعودي، ويسعدني أن أعلن الشعار المعطاه أدناه، والذي حصل على الجائزة الأولى.
بالنسبة لمصمم هذا الشعار، فإن الهلال باللون الأخضر يمثل الإسلام والمملكة العربية السعودية، من جهة أخرى، إن الشمس المشرقة باللون الحمراء تمثل اليابان. ويشكل كل من الهلال والشمس رقم «60». فشجرة النخيل وزهرة الكرز تعبران عن علاقات الصداقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية للأعوام الستين الماضية.
سوف نستخدم هذا الشعار في العديد من المناسبات في عام 2015م. إن سفارة اليابان حريصة على العمل مع المسؤولين الحكوميين السعوديين بعناية لجعل هذا العام المتميز عاماً ناجحاً وبارزاً.
يسرني جداً تلقي أي استفسارات أو ملاحظات على هذه الرسالة.