منتهى النكد أن تصل من السفر ثم تبحث عن أمتعتك في صالة القدوم بالمطار ولا تجدها!! هذا ما حدث للكثيرين في إجازة العيد.
كل خططك لقضاء إجازة ممتعة في عطلة العيد تنهار؛ لأن كل ما تحتاج إليه موجودٌ في الحقائب التي لم تصل وأولها ملابس العيد والهدايا وأدواتك الشخصية! وتكون المصيبة أكبر إذا كنت مرتبطاً بمناسبة محددة لا يمكن تأجيلها مثل حضور حفلة زواج أو مناسبة عائلية أو اجتماعية.
في إجازة عيد الفطر التي انتهت قبل أيام حدثت قصص وحكايات محرجة، لأن أمتعة العديد جداً من المسافرين لم تخرج من مطار الملك خالد الدولي وبقيت هناك بسبب عطل «سيور» نقل الأمتعة. بعض المسافرين انتظر أياماً حتى وصلته أمتعته في المدينة التي قصدها واضطر إلى تغيير خططه بالكامل، وبدلاً من قضاء أوقات سعيدة أمضى وقته في التردد بين الفندق والمطار بحثاً عن أمتعته!
وبعد تعطل «سيور» نقل الأمتعة في مطار الملك خالد بأيام تعطلت أيضاً «سيور» نقل الأمتعة في مطار الملك عبد العزيز بجدة!! وهذه المرة كان الضحايا هم المعتمرون الذين أدوا العمرة مبتهجين بالعودة إلى بلادهم ثم اكتشفوا أن أمتعتهم لم تعد من العمرة. وفي تبرير ذلك قيل إن «سيور» نقل الأمتعة فعلتها مرة ثانية مثلما فعلتها سابقاً في الرياض!
ما هي حكاية «سيور» نقل الأمتعة!؟
المسافرون لا يهمهم سبب تعطل «سيور» نقل الأمتعة في أكبر مطارين بالمملكة. لكن المؤكد أن هذه المشكلة هي جزء من مشكلة أكبر وهي أن مطاراتنا ليست على ما يرام. لقد كان مطار الملك خالد في يوم من الأيام في مقدمة مطارات المنطقة جمالاً وكفاءة، ثم ظهرت من حولنا في المنطقة الخليجية المطارات الباذخة في أدائها وفي حسن تنظيمها، بينما تراجع مطار الملك خالد وخسر سمعته السابقة. أما مطار الملك عبد العزيز فقد ظل لمدة طويلة جداً يعاني من سوء التنظيم وازدحام صالات المسافرين وتردي الخدمة!
نقرأ عن مشروعات قادمة لتوسيع المطارات وتحسين أدائها، لكن الزمن يمضي ونحن نحبو، وكل يوم نسمع تبريراً وتفسيراً يعود بنا إلى مسلسل المشروعات البطيئة المتعثرة، على الرغم من توافر الميزانيات والدعم الحكومي.
مطارات أي بلد هي الواجهة لذلك البلد. ومطاراتنا لا تعكس أهمية بلادنا ولا تقدم الانطباع الذي نتمناه في نفوس القادمين إلى بلادنا، وإذا كان من المتعذر في القريب العاجل الانتهاء من التطويرات الجذرية للمطارات، فعلى الأقل يجب رفع مستوى خدمات الصيانة التي تتسبب في الكثير من المتاعب للمسافرين.