استمرت الاشتباكات في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها، عند الحدود اللبنانية - السورية بين الجيش اللبناني وعناصر سورية مسلحة، مما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من الجيش بينهم ضباط، وإصابة أكثر من 86 آخرين. وسقط للمسلحين عدد غير محدد بسبب عدم استطاعة مصادر مستقلة الدخول الى البلدة. إلا أن مصدراً مطلعاً أكد لـ«الجزيرة» أن الجيش الحق خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين وتمكن من السيطرة على تلال ومواقع مهمة أستراتيجية.
وكان التطور اللافت إطلاق النار داخل البلدة على وفد من «هيئة العلماء المسلمين» الذي دخل عرسال بموافقة من الجيش لمحاولة إقناع المسلحين على إطلاق سراح 22 عنصراً للجيش محتجزين لديهم.
وقد أصيب عضو الهيئة الشيخ سالم الرافعي بجروح خطيرة، فبقي داخل عرسال ومعه 4 من أعضاء من الوفد. وتضاربت المعلومات عن خروجهم بعد ذلك من البلدة من عدمه. كما تضاربت المعلومات عن محاولات لإقناع المسلحين بالخروج إلى البلدة باتجاه ريف القلمون السوري.
وفي طرابلس شمال لبنان، أفيد عن إطلاق نار على حافلة للجيش اللبناني صباح أمس الثلاثاء، مما أدى إلى جرح ثمانية جنود. وسادت المدينة خلال النهار هدوء حذر. أمنيًا قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً وأصيب تسعة أاشخاص بينهم سبعة عسكريين بجروح، في تبادل لإطلاق النار أمس الثلاثاء بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة في منطقة ذات غالبية سنية في مدينة طرابلس (شمال)، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس.
وتأتي هذه التوترات في المدينة التي شهدت اشتباكات عدة على خلفية النزاع السوري، وسط معارك متواصلة منذ السبت بين الجيش ومسلحين في محيط بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا، أدت إلى مقتل 16 عسكرياً وفقدان 22. وقال المصدر «قتلت فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً وإصيب شخصان في منطقة باب التبانة (ذات الغالبية السنية)، في تبادل إطلاق نار بين الجيش ومسلحين من المنطقة».
وأوضح أن الفتاة كانت في الشارع على مقربة من منزلها. ووقع تبادل إطلاق النار «بعد قيام مسلحين مجهولين بإطلاق النار على باص كان يقل عسكريين أثناء مروره على الطريق الدولية من جهة التبانة»، بحسب المصدر. وقال الجيش في بيان له من صباح أمس تعرضت حافلة تابعة للجيش تقل عسكريين متوجهين إلى مكان عملهم إلى إطلاق نار من قبل عناصر مسلحة، ما أدى إلى إصابة 7 عسكريين بجروح، تم نقلهم إلى المستشفيات للمعالجة».
وأكد الجيش أن وحداته تلاحق مطلقي النار لتوقيفهم. عسكريًا, طالب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أمس الثلاثاء بالإسراع في تزويد الجيش بالأسلحة الفرنسية، في وقت يخوض الجيش منذ السبت معارك مع مسلحين في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، وذلك في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس. وحذر قهوجي من خطورة الوضع في عرسال، مؤكداً مواصلة الجيش المعركة مع مسلحين هاجموا مراكزه السبت إثر توقيفه قيادياً إرهابياً.