أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في واشنطن أن بلاده طلبت من الولايات المتحدة تزويدها 12 مروحية عسكرية كي تقاتل قواتها المسلحة «الإرهاب» الجهادي الذي يهدد هذه الدولة في المغرب العربي. وصرح المرزوقي في كلمة ألقاها في مركز دراسات في واشنطن على هامش القمة الأمريكية الإفريقية «نحن بحاجة إلى مروحيات، نحتاج إلى حوالي 12منها. طلبنا من الولايات المتحدة تزويدنا بحوالي 12 مروحية بلاك هوك». وأوضح أن هذه الصفقة ستكون «باهظة الكلفة « وستحتاج تونس إلى «عامين أو ثلاثة» للحصول على الطائرات. كما طالب المرزوقي «بمعدات للرؤية الليلية والاتصالات» لتجهيز جيشه. وتحدث عن «مكافحة الإرهاب» الذي يشكل «تهديدا جديدا» يمثله «إرهابيون تلقوا تدريبا ممتازا في مالي أو طوال 20 عاما ضد الجيش الجزائري».
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني أمس الثلاثاء بأن الوحدات الأمنية المختصة في كل من محافظتي جندوبة والكاف على الحدود مع الجزائر من الجهة الشمالية الغربية للبلاد التونسية، رصدت دخول تسعة إرهابيين جزائريين وصلوا إلى أحد جبال جندوبة؛ بهدف تعزيز أنصارهم المتمركزين في المناطق الجبلية والتخطيط لتنفيذ عمليات تفجيرية جديدة.. وأضاف المصدر ذاته أن سبعة إرهابيين دخلوا عبر جبل الشعانبي بينما تمكن اثنان من التسلل عبر الحدود الشمالية والمتاخمة لجبل الطويرف بمحافظة الكاف. وقال إن وحدات الحرس الحدودي والجيش على أهبة الاستعداد وأنها تدرك وجود تهديدات جدية تستهدف بالدرجة الأولى المؤسستين الأمنية والعسكرية ملاحظا أن عديد المجموعات مازالت تتمركز في مخابئ جبلية وتستعين بدعم بعض المنتمين للتيار السلفي بالاعتماد على الدواب وعبر استخدام دراجات نارية. وكان مدني قتل صباح أمس الثلاثاء، فيما جرح اثنان على وجه الخطأ أثناء قصف مدفعي لوحدات الجيش في إحدى المناطق الجبلية الشمالية على مواقع يشتبه في أنها مخابئ لعناصر مسلحة.
وفي ذات السياق، انفجر لغم ارضي أول أمس الاثنين خلال عبور مدرعة تابعة للجيش الوطني في أحد مسالك المنطقة العسكرية المغلقة بجبل سمامة المتاخم لجبل الشعانبي لم يخلف أي أضرار بشرية أو مادية ، فيما تواصل الفرق المشتركة من جيش وامن تطويق المكان والقيام بحملات تمشيط واسعة بغية القبض على العناصر الإرهابية الذي ثبت تحصنها بمغاور بالجبل. وقالت مصادر إعلامية ان القوات النظامية تمكنت من إصابة عدد من الإرهابيين تولى البقية الفرار بهم إلى وجهة غير معلومة خاصة بعد نجاح العناصر المسلحة من إسقاط طائرة عسكرية صغيرة كانت تقوم بطلعة استكشافية لمعاضدة جهود العسكريين الذين يتعقبون اثر الإرهابيين.
أما الوضع على الحدود مع الجارة ليبيا، فقد أضحى يتسم بالهدوء بعد أيام متتالية من التوتر والاحتقان من الجانب الليبي، حيث سجل دخول آلاف من الجاليات العربية والليبية وإفريقية واهمها الجالية المصرية التي تم ترحيل اكثر من نصفها عبر طائرات سخرتها الحكومتين التونسية والمصرية لإجلاء المصريين الذين ظل اغلبهم عالقين بالجهة الليبية.
وبناء على قرار حكومة المهدي جمعة، يحظى الفارون من الجحيم الليبي بالمعبر الحدودي الجنوبي برأس جدير بالرعاية والعناية والإحاطة اللازمة في ظل تمسك جمعة بعدم إقامة مخيمات للاجئين لما ينجر عن ذلك من مشكلات لتونس، هي اليوم في اشد الغنى عنها.