دخل وقف إطلاق نار مؤقت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي برعاية مصرية حيز التنفيذ بعد الساعة الثامنة من صباح أمس الثلاثاء لمدة 72 ساعة، وذلك بعد مرور 29 يوماً من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد 1867 فلسطينياً و9563 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين، ومقتل وإصابة المئات من الجنود الإسرائيليين برصاص وقذائف رجال المقاومة الفلسطينية خلال المواجهات البرية مع جنود الاحتلال على أرض غزة الباسلة.
وبدت المقاومة الفلسطينية أكثر إصراراً على مواصلة القتال؛ إذ إن المقاومة الفلسطينية قصفت مواقع عدة ومدناً إسرائيلية برشقات صاروخية قبل دقائق معدودة من دخول وقت التهدئة حيز التنفيذ.
وكثف جيش الاحتلال الصهيوني من عدوانه وغاراته الجوية قبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مستهدفاً بعشرات القذائف منازل الفلسطينيين وأراضيهم بشكل مكثف وعنيف.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصفها مدينة القدس المحتلة بـ4 صواريخ m75 ومدينة بئر السبع بصاروخ جراد وكريات ملاخي بصاروخي غراد وأسدود بـ5 صواريخ جراد وغوش دان بـ5 صواريخ جراد.
وكانت حركة «حماس» قد وافقت رسمياً على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة لمدة 72 ساعة. وقال «عزت الرشق» عضو المكتب السياسي لحركة حماس الموجود في القاهرة: إن حركة حماس وافقت على دعوة من مصر لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، تبدأ الساعة 8 من صباح الثلاثاء «أمس». وأوضح الناطق باسم حماس سامي أبو زهري الثلاثاء دخولها التهدئة مع إسرائيل حيز التنفيذ داعياً إسرائيل إلى الالتزام بها.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً ببدء موعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وقد دعت مصر كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام متواصلة قابلة للتمديد بدءاً من الساعة 8 صباحاً. وبحسب البيان، يتزامن وقف إطلاق النار مع استقبال مصر لوفود رفيعة المستوى من الجانبين لتنفيذ المبادرة المصرية.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن أملها بوقف دائم لإطلاق النار، وعودة الاستقرار إلى المنطقة، موضحة أن الدعوة المصرية لوقف إطلاق النار جاءت من منطلق حرص مصر على أرواح الأبرياء وحقناً للدماء.
وأكد رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة عزام الأحمد أن الوفد الفلسطيني أبلغ القيادة المصرية بالموافقة على دعوتها لهدنة، تبأ الساعة الثامنة صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي لمدة 72 ساعة. وأضاف بأنه خلال هذه المدة يتم بدء المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والوفد الإسرائيلي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وتحقيق المطالب الفلسطينية التي أبلغها الوفد للأشقاء المصريين، بما يؤمن وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بما يشمل وقف العمليات العسكرية الإجرامية الإسرائيلية ضد أهلنا في قطاع غزة، ورفع الحصار عنها.
وفي وقت لاحق، قال «موسى أبو مرزوق» نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: إن وقت إطلاق النار المؤقت يشمل انسحاباً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. وذكر أبو مرزوق على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن «يوم الثلاثاء 2014-8-5 الساعة الثامنة سيكون به وقف لإطلاق النار وانسحاب لجيش الظلام من قطاع غزة».
وكتب «أبو مرزوق»: «رغم ما أصاب غزة الحبيبة من جراح وشهداء، وهدم وتدمير، لكنها ضربت أروع الأمثلة في الصبر والثبات، والنبل والعطاء، والفداء والشموخ، والتحدي والانتصار».
من ناحيتها، وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 72 ساعة ابتداء من الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء. وقالت مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنه تم خلال الساعات الأخيرة إطلاع أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينيت» على التفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار غير المشروط وفقاً للمبادرة المصرية. ومن المتوقع أن يتوجَّه وفد إسرائيلي خلال الساعات القريبة القادمة إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة.