قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- الكلمة الفصل التي يجب أن تقولها الأمة الإسلاميَّة قاطبة بكلِّ قياداتها وعلمائها ومشايخها ومفكريها حيال شذاذ الآفاق الذين مارسوا على مدى عقود من الزمن اختطاف ديننا الإسلامي الحنيف وتشويهه وحاولوا طمس هويته ليبدو أمام العالم وكأنه دين عنف وإرهاب وتدمير لكل مكتسب حضاري لا يقبل التعايش أو السلام وكأن نبيَّنا محمدًا صلَّى الله عليه وسلَّم لم يبعث رحمة للعالمين.
قال الملك المفدى -أيَّده الله- كلمات جبن غيره أن يقولها وشدد على كلٍّ كلمة قالها لأنّها مستمدة من هدي ديننا السمح الذي يتعارض مع منهج القتلة وهم يتباهون بالذبح والتنكيل أمام سمع العالم وبصره، متناسين أنهَّم بذلك يتيحون للمتربصين بهذا الدين وأتباعه والمعادين له النيل منه كيفما أرادوا وإعلان الحرب عليه في كلِّ أصقاع الأرض.
وكان -حفظه الله- حازمًا وهو يوجِّه اللوم والعتب إلى المتقاعسين من علماء الأمة ومشايخها الذين لم يتحملوا مسؤولياتهم في الوقوف مع الحق في وجوه هؤلاء الأفاقين الضالين ولم يبيِّنوا خطأ منهجهم وخطره وما جره على الأمة من ويلات ونكبات.
إذًا لم تأت كلمات القائد الوالد - حفظه الله- لخوف يساوره على أمن هذه البلاد المباركة ليقينه أن الله سيكلأها بحفظه ورعايته وهو بعون الله سيكون - كما قال - أول من سيقف في وجه من سيحاول العبث بأمننا ومكتسباتنا، بل كان منطلقه الحرص على أن تعود الأمة الإسلاميَّة إلى جادة الصواب بوقوفها الحاسم ضد هذه الطغمة التي أسهمت في إضعافها وتشرذمها باسم الدين وطالب أن تحارب هذه الفئة الضالة باسم الدين الحق ووفق هديه وسماحته بناء على الأمر الإلهي بمقاتلة البغاة.
وأكَّد أن محاربة هذا الفكر أمر يجب أن تتصدى له كل الدول الإسلاميَّة عبر فعالياتها كافة.
حفظ الله قادتنا وأمدهم بنصره وتأييده وأدام على بلادنا أمنها واستقرارها وعلى اُمَّتنا الإسلاميَّة العزة والسؤدد والتمكين إنه ولي ذلك والقادر عليه».