نوّه عدد من المشايخ والأكاديميين بمضامين الكلمة التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمتين العربيَّة والإسلاميَّة والمجتمع الدولي، مؤكدين أن كلمة المليك جاءت من واقع مسؤوليته تجاه أمته، لافتين النظر إلى أن علماء الأمة مسؤولون عن بيان الإسلام للعالم بصورته النقية السمحة.
في البداية قال عضو مجلس الشورى الدكتور عازب بن سعيد آل مسبل: إن الكلمة التي وجّهها خادم الحرمين الشريفين للأمتين العربيَّة والإسلاميَّة والمجتمع الدولي أتت من واقع المسؤولية التي يحملها -أيَّده الله- تجاه أمته وما يمليه عليه دينه كقائد لبلد شرّفه الله بخدمة المسجد الحرام قبلة المسلمين ومسجد سيد المرسلين صلَّى الله عليه وسلَّم، وواجب أملاه واقع مؤلم، تمر به الأمة الإسلاميَّة التي أصبحت موطنًا لصراعات لا تخدمها بشيء، بل تضرها وتحقق مصالح الآخرين.
وقال: ولذلك كان توجيه الخطاب لعلماء الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة لتحمل واجبهم، وأداء رسالتهم تجاه تصرَّفات رعناء لفئة ضالّة ربَّما أنها صنيعة أعداء الأمة تتسمى بالإسلام وهو منها بريء، وبيان ما يجب بيانه لتكون الأمور في نصابها الصحيح وألا يستغل اسم الدين ويتذرع به لتحقيق أهداف تخدم مصالح تقف خلفها دول وجماعات هدفها إضعاف الأمة وإظهارها بغير واقعها الصحيح، ورسالتها السمحة التي لا تروق لهم، وكذلك بيان تخاذل المجتمع الدولي الذي أظهر عجزًا وتخاذلاً في تحقيق التعاون لمكافحة الإرهاب بكلِّ أشكاله. ولفت الدكتور نهار بن عبدالرحمن العتيبي الأكاديمي بكلية المجتمع في محافظة حريملاء إلى أن المليك - حفظه الله- أكَّد بما لا يدع مجالاً للشك حاجة الأمة إلى علمائها، معظمًا دور العلماء وأصحاب الشأن في بيان الحق بعدم ترك الأمر للجهلاء من أبناء الأمة الإسلاميَّة قليلي العلم حتَّى انتشر قتل الأبرياء بغير حق وسفكت الدماء المعصومة ووجد المجرمون الفرصة للتخريب وإفساد المقدرات وإيذاء العباد وانتشر التكفير بغير دليل واستحلت الدماء ظلمًا وبهتانًا.
وأضاف الدكتور العتيبي أن دور العلماء هنا عظيم إلى جانب دور مسؤولي العالم أجمع، لكن تبقى أهمية دور العلماء في الصدارة لأنهم يزيلون الإلباس الذي يستخدمه البعض باسم الدين والعلماء.
ورأى الدكتور حمود بن محسن الدعجاني عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء أن كلمات خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته لأهل العلم والدعوة أن يقوموا بما أوجب الله عليهم خير قيام هي ترجمة لهذا النهج الذي تسير عليه هذه البلاد وهو تحكيم الكتاب والسنَّة ولما لهؤلاء العلماء والدعاة والمصلحين من أبلغ الأثر بعد عون الله تعالى في إخماد الفتن وتحذير الناس لا سيما الشباب منهم ومن الشبهات التي يروج لها أهل الباطل ولما اعطاهم الله من العلم والبصيرة وبتوجيههم يسير الناس إلى الله عزَّ وجلَّ سير الإسلام الوسط من غير غلو أو جفاء أو إفراط أو تفريط.