تابعت التغطية المميزة لصحيفة (الجزيرة) لعيد الفطر السعيد لعام 1435هـ، والصور التي التقطها مصوروها في اليوم الأول من العيد، وقد لاحظت أن معظم الناس في الأحياء قد أقاموا ولائم العيد بصورة جماعية في الشوارع والمساجد، وفي حينا حي السويدي في الرياض حرص معظم الجيران في كل الحي بإخراج أعيادهم والالتقاء بجيرانهم في عيد جماعي وكأنهم يعودون إلى مظاهر العيد القديمة أو عيد زمان، حيث يتجمع الجيران على مأدبة عيد واحدة، كل منهم يأتي بـ(عيده) من أنواع الأكلات الشعبية من القرصان والجريش والمرقوق والرز وغيرها ويجتمعون على سفرة واحدة ممدودة وقد يتجاوز طولها 30 متراً وكل سكان شارع من شوارع الحي يقومون بذلك، ويتم اللقاء فيما بينهم والسلام على الجيران.
إن مظاهر هذا العيد السعيد ذكرتني بأيام الطفولة في القرية، حين كان الجيران يجتمعون في عيد الفطر على سفرة واحدة بكل محبة وأريحية رغم الإمكانيات البسيطة، وكل منهم يظهر ما تجود به نفسه في يوم العيد السعيد، وكل جار يتذوق من عيد جاره وتتم الألفة والمحبة بينهم جميعاً، وقد انقطعت هذه (العادة) سنوات عديدة مع التطور والمدنية وتغير الظروف، ولكني لاحظت هذا العام العودة إلى الماضي العريق والذكريات الجميلة في العيد من خلال تجمع الجيران كأسرة واحدة وكل منهم يحضر عيده وكل منهم يأكل من عيد الآخر وتدور بينهم الأحاديث والذكريات الجميلة التي عاشوها في الطفولة في قراهم وأملهم أن تستمر هذه (العادة) الجميلة وأن يستفيد منها الجيل الحالي من الشباب والأجيال القادمة لتكون عادة متوارثة وتستمر السعادة والألفة والمحبة بين الناس وخصوصاً الجيران في كل عيد فطر سعيد قادم بمشيئة الله..