أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي من معانٍ ومضامين سامية، انطلقت من دور المملكة المحلي والإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي، الذي خصها الله - عز وجل - به.
وأشار معاليه إلى ريادة المملكة في محاربة الإرهاب بدءاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد وصولاً إلى وزير الداخلية إلى الجامعات إلى رجال الأمن. ويتبين هذا من خلال توقيع الحكومة على المعاهدات ضد الإرهاب، وقامت بتنظيم المؤتمرات والندوات وتشكيل لجان شرعية وأخرى للمناصحة من أجل محاربته. وتدل على ذلك القرارات المتعددة التي صدرت من هيئة كبار العلماء ومن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي، والتابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأكد أن المملكة نجحت بتوفيق الله تعالى وعونه في التصدي للجرائم الإرهابية بالتفاف مواطنيها حول قيادتهم، ومساندتهم لجهود رجال الأمن في تنفيذ مهامهم، وحرصت في استراتيجيتها الشاملة لمكافحة الإرهاب على تبني سياسة مواجهة الفكر بالفكر، وسعت في سبيل ذلك إلى تسخير مختلف الجهود لمواجهة الفكر الضال، وكشف حقيقته وأهدافه، وحماية مواطنيها منه.
وطالب معاليه العالم بأن يحذو حذو المملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي له, وقال: إنه من منبر الحرمين الشريفين منبر الحق والعدل والسلام نخاطب الرأي العالمي والدولي، وننادي صنّاع القرار في العالم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، لا بد من اتخاذ الحكمة في الأحداث، والتعقّل في المواقف، وضبط النفوس بالنظر العميق وإيثار المصلحة العامة، وتجنيب الإنسانية شرور الكوارث، وأخطار الحروب والكوارث، وإحلال السلام العادل ودعم الأمن الدولي المنشود، وعلى علماء الأمة أن يبينوا الحق في هذه الأحداث، يؤصِّلونها بالرؤى الشرعية الصائبة والمنظور الإسلامي المتزن حتى تتجلّى الصورة المشرقة عن الإسلام وأهله.
ودعا معاليه في ختام تصريحه المولى - جل وعلا - أن يحفظ لهذه البلاد قادتها وأمنها، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكائدين وشرور الآثمين، إنه سميع مجيب.