كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي جاءت يوم جمعة ومن بلاد الحرمين ومن زعيم إسلامي غيور على أمته غاضب على ما آلت إليه شؤونها من احتراب وقلاقل، لقد عبر الملك وفقه الله في كلمته عن تشخيص دقيق لتنامي الارهاب في العالم العربي والإسلامي بفضل تراخي العالم وترك الأعداء وفتح المجال لهم ليتربصوا بأمتنا ويعكروا صفو أمنها، يقابلها تقاعس من القيادات السياسية والدينية عن واجباتها، فنتج عن ذلك تكاثر العصابات الارهابية فتنامى اعدادها ومسمياتها فعاثت في الأرض فساداً واجراماً وشوهت صورة الإسلام والدين الذي جاء به سيد البشرية ليكون رحمة للعالمين لا أن يستغله هؤلاء لمآربهم ويشوهون صورته من خلال القتل والتمثيل بالبشر بزعم العدالة وجلبها الخير للشعوب، فأي خير وصلاح يتأتى من خلال القتل والتدمير والاعتداء على الناس وحرياتهم.
لقد كان من الواجب أن ينتبه العقلاء في أمتنا وشعوبنا إلى أن الربيع العربي المزعوم وسيلة ومدعاة للنيل من أمن شعوبنا وأمتنا وإلا بماذا نسمي ما يحصل في العراق وليبيا وسوريا واليمن؟ إنه البغي والتدمير لأمتنا وتفريغها من مقدراتها بواسطة مجموعة مارقة من شبابها.
إن الملك عبد الله وهو يعبر عن الغضب في ثنايا كلمته مما يحصل في بلداننا العربية والإسلامية وما يحصل في غزة أمام صمت مطبق من العالم وخاصة من دوله المتحضرة التي صمتت أمام مسؤولياتها الانسانية، موضحاً -حفظه الله- أنه سبق أن دعا إلى مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ولقي ترحيباً ودعمته المملكة بمئات الملايين من الدولارات، لكنه مني بالتخاذل والتعطيل بسبب أجندات سياسية تدخل في مصالح أعداء الأمة.
إن أمتنا بفضل قادتها وامكانياتها قادرة مرة أخرى وبمشاركة فاعلة من المملكة بقيادة الملك عبد الله وفقه الله ان تستعيد زمام المبادرة مرة أخرى، وعلماء أمتنا الإسلامية عليهم مسؤولية تكريس اظهار رسالة الإسلام البانية للحياة والشعوب ليحذروا شباب الأمة من الانغلاق والتطرف الفكري الذي هو سبب هذا الهوس الذي انحدر بشبابنا إلى هذا الطريق الموحش، نحن متفائلون بأن تجد كلمة خادم الحرمين الشريفين صدى واسعا لدى الغيورين من أمتنا لتصحيح المسار ولتعود أمتنا قوية بدينها لا ضعيفة ممزقة شر ممزق.