ثمن عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز -حفظه الله- التي وجّهها إلى قادة الدول الإسلاميَّة والعربيَّة، مشيرًا إلى أنها مهمة واستثنائية ولها دلالاتها من ناحية المغزى والتوقيت والمضمون. وهي قد جاءت في لحظة تاريخية غير مسبوقة تمر فيها الأمتان العربيَّة والإسلاميَّة كلمة ضافية ليست للاستهلاك بل قامت بتشريح الخلل وعكست الواقع بكلِّ شفافية ووضعت النقاط على الحروف.
ولذا هي تشير إلى أن هناك مخاطر وتحدِّيات يجب مواجهتها. ويأتي في مقدمتها الإرهاب وخطف الدين وتشويه الإسلام وهي ممارسات كرستها الجماعات المتطرفة. لافتًا إلى أنه في اعتقاده لا يوجد زعيم عربي يدافع عن سماحة الإسلام ووسطيته كما يفعل خادم الحرمين الذي ترجم ذلك بالأفعال لا الأقوال.
ولعل نظرة عامة على المبادرات التي قدمها تجدها تصب في ترسيخ الحوار بين اتباع الأديان وتعزيز الأمن والاستقرار في العالم والمناداة بالتواصل والتعايش والتسامح بين الشعوب والدفع باتجاه حوار الحضارات لا صراعها. كما تضمنت الكلمة تعرية للسلوك الإجرامي الذي تمارسه إسرائيل بحق إخواننا الفلسطينيين الشعب الأعزل الذي يقاوم من أجل كرامته واسترداد حقوقه. وقد صنفها جرائم ضد الإنسانيَّة ما يعني أن مرتكبيها مجرمي حرب يجب محاكمتهم في المحكمة الجنائية الدوليَّة. ولعل النقطة المفصلية هنا تكمن في أن هذه القضية ما لم تحل فإنها ستُؤدِّي إلى تفاقم الإرهاب والكراهية بدليل أشارته إلى الجيل القادم واستخدام العنف.
وقال: إن التطرف قد يهرم ولكنه لا يموت ولذلك لا بد من مواجهته فكريًّا وأمنيًّا حتَّى يمكن تحجيمه. وكان محقًا خادم الحرمين أن يشعر بخيبة أمل من تقاعس وخذلان المجتمع الدولي سواء في القضية الفلسطينيَّة أو ملف الإرهاب. إن السعوديَّة وهي التي اكتوت بنيران الإرهاب دائمًا ما تطالب بتعاون دولي لمواجهة هذا الوباء الذي استشرى في المنطقة من أجل استقرار المنطقة والعالم وكان الملك في تحذيراته صريحًا وشفافًا ووضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها من زعماء وقادة ومنظمات وعلماء وشعوب. ويتبقى دورهم في ترجمة ما طرحه الملك على أرض الواقع إن كانوا جادين فعلاً في كبح الإرهاب.