أجيء في كل عام كي أصافحكم
وأنثرَ البشر والأفراح والسعَدا
أدعوكم كي تعيشوا العمر في فرح
وتنسوا الغل والأضغان والحسدا
وأبتغي أن تناسوا كل مشكلة
وتشهروا الحب فيما بينكم أبدا
أجيء كي أرسم البسمات صافيةً
على شفاه صغار عانوا النكدا
أحنو على امرأة ثكلى وأرملة
غابت بشاشتها عن وجهها أمدا
وأبتغي برء شيخ صابه سقم
من بعد ما فقد الأهلين والولدا
* * *
في موعدي جئت هذا العام نحوكمُ
فليس من عادتي أن أخلف الوعَدا
أتيت أطلب ربي أن يوفقكم
وأن يكون لكم عونا ومستندا
أتيتكمْ في يديّ الخيرُ أبذله
لكن جهدي الذي قدمت ضاع سدى
فلم أقابَل بترحيب وتكرمة
ولم أصادف أخا نبل يمد يدا
من بعد ما كان إقبالي لكم فرجا
وفرحة مالها عند القياس مدى
أوصدتم الباب في وجه الغريب أما
من عادة العرب إكرام الذي وفدا؟!
* * *
ما ذا فعلت بكم؟ ما ذا صنعت لكي
تستبدلوا حبكم لي نقمة وعِدا
أدري بأنكم مزقتمُ شيعا
من بعد وحدتكم أصبحتمُ قددا
لكنني ما أثرت الحرب بينكمُ
ولم أزد نارها نفطا لتتقدا
وما سقيتكم ذلا ومسكنة
وما أعنت على خذلانكم أحدا؟
فهل أنا من أحال الشام مجزرة
وفرق الأهل في أنحائها بددا؟!
أم جئت بالداعشيين الذين عثوا
في الرافدين ولاثوا ضفتي بردى؟!
أم هل أتيت بحوثيين في يمن
فشتتوا أهلها واستعمروا البلدا؟
* * *
كانت قضيتكم تضييع مقدسكم
وكان روحَكم والنفس والجسدا
والآن صارت قضاياكم بلا عدد
أعيت قضايكمُ الإحصاء والعددا
حتى غدا كل ركن من بلادكم
يئن من فتنة.. أو هجمة.. وردى
يا أمة العُرْب إن الله أوعدكم
بالنصر، واللهُ يوفي الوعد إن وعدا
لكن نصرته رهن بوحدتكم
لن يخذل الله شعبا إن هو اتحدا
والنصر يبغي جهادا واقتحام وغى
لا ينصرُ الله من في داره قعدا
فوحدوا صفكم تحموا عرينكمُ
ويؤتكم ربكم من أمركم رشدا