يا الله ياللي ما خفت عنك الأسرار
حيثك تشوف اللي فعلها جهاري
المطلّع علماً على كل ما صار
وعلم خفايا المقبلات الجواري
يا من نسج بيت العناكب على الغار
دونه هبط سرب الحمايم وطاري
يا مرسلاً جرد الهبايب بالأعشار
وتلقح بها غر المزون السواري
تنشاء من المنشاء على زرق الأبحار
وتجري سواقيها على كف باري
ونو الثرياء في لياليه مدرار
يفتق له القاع المحل بالبذاري
تخصب به التربه وينتج به أثمار
خزايناً بين البحر والصحاري
بالأرض تبراً والبحر فيه محّار
وتلقى الزبيدي والكماء بالبراري
ويبعث بها بيض الجراده بالأقدار
من بعد ما طافت عليه المحاري
يا مكوّن النطفه على دور الأقمار
ياتي لها عبر الترايب مجاري
وجعلت له مع مظلم الرحم معبار
ويشوف نور الشمس بعد الغداري
يالله يا رب الملاء النافع الضار
أنت البخين بقوتي واقتداري
عبدك ضعيف وتنتهي فيه الأسفار
وتعلم بعلمك في نهاية مساري
إن كنت رجلاً معتدل وأكتم العار
ولاني من اللي ينشرون الهذاري
ولا بعت قافاً بين درهم ودينار
متملقاً وأجمع وراه المصاري
رزقي يجي كما يجي وبل الأمطار
ونرزق كما ترزق طيور الكناري
ولا كنت في عرض الأجاويد مهذار
ولا قلت كلمة في مذمه لجاري
اتبع هل الفزعه على طاري الثار
ما جاز عنها صحبتي واعتذاري
وأصبر على الطعنات بالموقف الحار
وسكنت في وجه السباع الضواري
كما سكن في مركزه ضلع سنجار
ما هزته شمط الرياح الذواري
يوم ان راع السابقه حطها يسار
ياطا على شوك الشجر ما يداري