إن التواد والتراحم والتعاطف دلائل على قدرة الله أن جعل هذه المودة والرحمة بين المؤمنين قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (سورة مريم 96).
لقد قامت هذه البلاد الطاهرة على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وأعزها الله ونصرها وجعلها مباركة ورفع شأنها على سائر الأمم قال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحج 40) ومن فضائل الله عليها قوة ترابطها قيادةً وشعباً وتلاحمهما مع بعضهما البعض, فعن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)).
إن الأعمال الإجرامية الدنيئة التي يقوم بها أرباب الفكر الضال تنافي تعاليم العقيدة الإسلامية فقد اعتدوا على رجال أمننا البواسل الذين يحمون الوطن والدين من جميع الأعداء وقاموا بإطلاق النارعليهم وقتلهم غدراً نسأل الله المنتقم الجبار أن يقطع دابر المعتدين ويردكيدهم في نحورهم, إن هذه الأفعال التي يقوم بها هؤلاء المارقون تزيد الشعب السعودي المخلص الأبي قوةً في التماسك والتعاضد والتكاتف وتزيد وتجدّد الولاء والتضحية لوطنهم العظيم والالتفاف لقيادتهم الحكيمة الرشيدة فلله الحمد والفضل والمنّة, وقد أمر وزير الداخلية الأمير الإنسان محمد بن نايف بن عبد العزيز- حفظه الله ورعاه- رجل المواقف والرحمة والإنسانية باستضافة ذوي شهداء الواجب من رجال الأمن الذين وافتهم المنية وهم يؤدون واجبهم الديني والوطني لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك وتفطير (1000) صائم صدقة عنهم ومتابعة أوضاعهم الأسرية والمعيشية والتعليمية والصحية، إن مثل ذلك وأكثر قد تعوّده هذا الشعب الوفي من قيادته الرحيمة الحكيمة في السرّاء والضرّاء قال تعالى:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (4) سورة الجمعة). إن المملكة تؤدي دورها الأمني الريادي ولن ترهبها أي أعمال إجرامية مستمدة قوتها من الله العلي القدير ومستمرة في محاربة كافة المجرمين وكل من تسوّل له نفسه بالضرر بالوطن والمواطنين، فجهود المملكة كبيرة وملموسة على المستوى الإقليمي والدولي في إرساء الأمن ومن هذه الجهود:
*دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب.
* تبني المملكة المؤتمرات العالمية والمعاهدات الدولية التي تحد من خطر التطرف والإرهاب, وقد حققت المملكة النجاحات تلو النجاحات بفضل من الله وتوفيقه ثم بفضل الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده النائب الثاني وسمو وزير الداخلية - حفظهم الله - وبتضافر الجهود التي يقوم بها رجال الأمن البواسل والمواطنون.
نسأل الله أن يتغمد جنود الوطن الأوفياء الذين قتلوا في حادثة الاعتداء على منفذ الوديعة بواسع رحمته وأن يتقبلهم شهداء ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
حمى الله هذا الوطن المبارك الكريم مهبط الوحي وقبلة أفئدة المسلمين من كيد الأعداء والحاسدين آمين.