{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر. - قال ابن كثير: أي «إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر».
العلم أصبح احتياجا في عالمنا هذا، وبالأخص في عالمنا العربي لأن يوجد من العرب من هم مؤمنون بذكائهم وقدراتهم كما يحصل الآن في مدارسنا وجامعاتنا نرى طلابا طموحين ذوي تنافس عال جدا يشعل شغف العلم والتفكر من غير حدود، وأيضا نرى الكثير منهم في المقاهي يقرؤون كتب الثقافة وروايات الخيال وقصص العظماء للتفكر بالحكمة والتحفيز للإنجاز الإيجابي وقراءة غيرهم من الكتب المتنوعة.
ولو نرجع إلى الماضي نجد بأن فطنة أو ذكاء العربي لها بصمة في التاريخ، ومثال على ذلك عباس بن فرناس وهو أول عربي مسلم حاول الطيران باستخدامه جناحين وتكريما له بعد وفاته تم وضع تمثال له في بغداد وكتب عليه «أول طيار عربي ولد في الأندلس». ومثال آخر هو أبو القاسم الزهراوي، كان عبقريا في مجال الطب والجراحة، حيث إنه أول من وصف عملية القسطرة وهو صاحب فكرتها ومبتكر ادواتها، وأول من صنع خيطا لخياطة الجراح، وأيضا أول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وخيط واحد مثبت فيهما.
كما نلاحظ في أوطاننا العربية انها بدأت بتطوير الجامعات والكليات التي تضم تخصصات متنوعة، ونأمل من الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية بإنشاء جامعة لا يقل مستواها عن جامعة هارفارد التي احتلت المرتبة الأولى على قائمة أفضل مئة جامعة في العالم، حيث انها خرّجت سبعة رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية ودرس فيها بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت وأغنى شخص بالعالم، فمثل هذه الجامعات قد توسع تفكير الطلبة، وقد يكون أحد من درس فيها يسمّى بأول شخص أسس أو اكتشف أو كتب أو حتى حاول، والمحاولة بحد ذاتها تكفي، فإن العلم والتفكر وأيضا التساؤل ليس فقط في المجال العلمي، ولكن في جميع مجالات حياتنا قد ينشئ أجيالا متميزة لا تقل عن الذين سبقونا بالتاريخ مثل عباس بن فرناس وأبو القاسم الزهراوي وغيرهم من العظماء.