سؤال ربما جال في أذهان بعض منا هل مرحلة المراهقة حقيقية أو مجرد افتراضات ابتدعها العلم الحديث؟
إجابة السؤال.. المراهقة هي مرحلة حقيقية تمر بها فئة محددة من فئات المجتمع وهم الشباب.. والدليل أنها كانت موجودة منذ القدم حتى في عصر رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-.. وجدت في قول أبي أمامة قال: إن فتى شاباً أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! ائذن لي بالزنى! فأقبل القوم عليه فزجروه.. وقالوا مه مه! فقال: ادنه. فدنا منه قريباً. قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال:ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال أتحبه لأختك؟ قال: قال لا والله، جعلني الله فداك قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال: أتحبه لعمتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال أتحبه لخالتك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم! اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه. فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)، فنحن وللأسف الشديد لم نعط هذه الفئة ما تحتاجه بل اكتفينا بقول: إنه أصبح بالغا ويستطيع الاعتماد على نفسه وليس بحاجة للرعاية والتوجيه، ففي الموقف السابق لنبينا مع الفتى جملة من المعاني الجميلة التي لا يعيها سوى كل ذي لب عاقل، وبأن هذه الفئة بحاجة، بل وبأمس الحاجة إلى الرعاية والتوجيه، فسيد الخلق لم يعاقب الفتى لاستئذانه لفعل جريمة وكبيرة من الكبائر، وإنما حاوره ونصحه ووجهه.. فالحقيقة المرة مجتمعنا قل فيه الوعي الثقافي وكثرت فيه وسائل الإعلام الهدامة التي كسرت كاحل الأمة بشبابها، فالمجتمع بحاجة إلى تصحيح مفهومه تجاه هذه الفئة، لأنه لابد من رعايتها في هذه المرحلة الحساسة لأنها تعتبر مرحلة إنشاء وبناء مجتمع بسواعد قوية، فللأسف حاليا لم نعطهم حقوقهم بالتربية والمعاملة، بل اكتفينا بإعطائهم عبارات الزجر والإهانات مما أثر عليهم سلباً، وانعكس على سلوكياتهم، فالآن دورنا يتمثل تجاههم في ألا نعطي وسيلة لوسائل الإعلام أن تكون المربي الوهمي في ظل غيابنا نحن المربي الحقيقي وألا نكتفي بقول نحن مجتمع رقي وتقدم، لأن التقدم لم يكن يوما بأجهزة تأتي بالراحة وأسلحة تأتي بالدمار، فالتقدم تقدم العقل البشري على الوجه المطلوب لنكون أهلاً لمسمانا خلفاء الأرض، فالمراهقة كلمة مبتدعة ولكنها حقيقة علمية، فأرجو رعاية المارين بهذهلمرحلة لأنهم فلذات أكبادنا وبناة أمتنا.