في الفترة التي تشرفت فيها بالعمل قريباً من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله وهو نائب ثم أمير لمنطقة الرياض, كان هناك عديد من المواقف التي حفرت نفسها بنفسها على جدار الذاكرة, الحديث ليس عن السمات الشخصية والتي في مجملها سمات المواطن السعودي الغيور على وطنه المحب المتسامح صاحب الأيادي البيضاء, لكن الحديث هنا عن منهجية العمل وأسلوب التعامل مع المسؤولية والأمانة التي حملها على عاتقه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله حين كان نائبا له، وقبل أن يتسلم أميراً لمنطقة الرياض.
سأتجنب الحديث عن الأمانة الجديدة التي تحملها الأمير تركي مع عدم إغفال واقع المنطقة الذي نعيشه وأهمية هذا المنصب بعد رعاية الله عز وجل, تركي بن عبدالله الآن على أرضه التي يحبها ويعشقها, أرض الرياض, هذه الأرض التي أثرت حياته وزرعت فيه أسمى معاني الانضباط والالتزام, ما انعكس كله على أدائه أميراً لمنطقة الرياض, علينا أن نعي حقيقة أن هناك فرقاً في أسلوب التعامل والتفكير بين العسكريين في ميدانهم وبين المدنيين في ميدانهم, لكن مع تركي كانت الأمور مختلفة؛ لأن الأمير تركي كانت له سياسة التوجيه والإرشاد وإعطاء الحرية للجميع لمن يثقون في قدراتهم على العمل والتنفيذ, مع التركيز على إبقاء الجميع ضمن بوتقة العمل والاجتهاد الجاد؛ سواء بالترغيب أو التحفيز.
تركي بن عبدالله له أسلوب خاص في التعامل مع كوادر الإمارة ومع المجتمع كأهالي ومؤسسات ورأي عام, اهتمامه بالتفاصيل جعل المحيط كله يعمل كخلية نحل, كثيرا ما سمعت من كبار المسؤولين بالإمارة أو الأمن أو الدفاع المدني أو المرور وغيرهم من المسؤولين بمنطقة الرياض عن ملاحظات واتصالات تصلهم من أمير منطقة الرياض بأوقات متأخرة من الليل أو مع ساعات الفجر الأولى.
مجلس الأمير يوم الثلاثاء كان فرصة ممتازة للتكريم والمتابعة والمحاسبة والحوار, كل واحد ضمن كوكبة الكوادر المحيطة بالأمير يعتقد أنه الرجل الأول لديه، وأنه صاحب قرار؛ لهذا كان الجميع يستشعرون حجم المسؤولية ويعملون لمواكبة تطلعات الأمير.
مقالتي عن تركي بن عبدالله كما عرفته فيها رسالة مهمة تعلمناها من سموه ألا وهي العمل بروح الفريق الواحد, فهذه الروحانية المتسامية وتلك الآلية في توزيع العمل ومساحات اتخاذ القرار انعكست إيجابا على الجميع ليقدموا أفضل ما عندهم في مملكة الخير بقيادة رجل الخير مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فهنيئا للوطن وللأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع بمثله.. وكل عام وأنتم بخير.