نعيش جميعا هذه الأيام فرحة احتفالات العيد السعيد التي تعم أرجاء الوطن الغالي، حيث تنتشر ملامح الفرح والبهجة، ومظاهر السعادة في كافة مناطق مملكتنا الغالية.
وفي منطقة المدينة المنورة وكافة محافظاتها ومراكزها يعيش المواطنون والمقيمون والزوار صوراً عديدة للاحتفاء بعيد الفطر السعيد ومن أبرزها التجمع الكبير الذي تشهده ساحات وأروقة المسجد النبوي الشريف والجوامع العديدة التي تم تحديدها لصلاة العيد، وزيارة المقابر ثم الزيارات المتبادلة بين الأهل والأقارب لتبادل التهاني بالعيد السعيد وتجمعات الأسر في البيوت لتناول طعام الإفطار في بيت أكبر رجل في الأسرة.
وعن الصور التراثية في المدينة المنورة يتحدث هاشم بكري، أحد كبار السن ويقول: في البداية أود أن أقول للجميع وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وكافة الأسرة المالكة الكريمة والمواطنين كل عام وأنتم بخير وعدتم لأمثاله سنوات عديدة ومرات مديدة، وأضاف: «لقد كان العيد أكثر بهجة وفرحاً من هذه الأيام رغم الإمكانيات البسيطة فقد كان الأهالي يستقبلون المهنئين بالحلويات الشعبية البسيطة القديمة، ومنها الكنافة والهريسة والجبنية واللدو والسكادانه ولا ننسى الدبيازة وغيرها من الحلويات التي يتم إعدادها في المنازل على يد ربات البيوت، وكانت البيوت مفتوحة الأبواب وكان لكل حارة موعد محدد بيوم معين حيث يتواجد سكان ذلك الحي في منازلهم لاستقبال المهنئين بالعيد، أما الآن فقد أصبح العنوان الرئيسي للعيد النوم والأبواب التي كانت مفتوحة أيام زمان أصبحت مغلقة طوال ساعات النهار وتفتح ليلاً».
ويقول بكري: عندما كنا صغاراً كنا نعيش بهجة العيد بلذة لا نجد لها مثيلاً عند أحفادنا حالياً فقد كنا نأخذ العيدية من الأهل ونذهب إلى تجمعات شعبية للمراجيح البدائية ونستقل عربات الكرو التي تجرها البهائم، ونذهب إلى ضواحي المدينة لمشاهدة البساتين وكان سائقو العربات يطلقون عبارات جميلة لازلت أذكرها ومنه (باب العوالي قرشين)، وباب العوالي من أشهر المناطق الزراعية بالمدينة المنورة وكان لهو الصغار بريئاً ومناسباً ليس كلهو الصغار الآن حيث يزعجوننا بالطراطيع التي تعرضهم للأخطار الشديدة وسباق السيارات والتعرض للمعاكسات ولا حول ولا قوة إلا بالله». ويؤكد ناصر طرابيشي، أن من أبرز مظاهر العيد أيام زمان والتي افتقدت الموائد الجماعية، التي كان يعدها سكان الحي للإفطار في أول أيام العيد والتي اختفت أو كادت إلا أن العديد من الأحياء بالمدينة المنورة لا يزال سكانها يتمسكون بهذه العادة التي توثق الترابط بين الأهل والجيران.