استعد الاتحاد الأوروبي للمصادقة على عقوبات ضد روسيا أمس الثلاثاء بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية فيما حال القتال في شرق أوكرانيا مجدداً دون وصول خبراء دوليين إلى موقع تحطم الطائرة الماليزية. ولليوم الثالث على التوالي عدل فريق من الشرطيين الهولنديين والاستراليين عن خطط التوجه إلى موقع كارثة تحطم الطائرة الماليزية بسبب «احتدام القتال على طريق الوصول الى المكان» كما أعلنت وزارة العدل الهولندية.
وأكد الجيش الأوكراني فجر الثلاثاء أن أعمال العنف مستمرة. وقال الجيش إن «جيوباً من المتمردين لا تزال تطلق النار على مواقع أوكرانية من بلدات سنزهن وتوريز وشختارسك في إشارة إلى بلدات تقع على بعد حوالي 30 كلم من موقع تحطم الطائرة. ويأتي تجدد القتال بعدما أقر متمردون بأن كييف استعادت السيطرة على قسم من الموقع الشاسع حيث لا يزال هناك أشلاء من ضحايا تحطم الطائرة الماليزية الـ 298 بعد 12 يوماً على وقوع الكارثة.
ولم تؤكد كييف ما أعلنه المتمردون قائلة فقط ان قواتها دخلت إلى بلدات في محيط الموقع.. وقال مايكل بوسيوركيف المتحدث باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون إن «الأمور غامضة حتى الآن. قد تتغير السيطرة على بعض المواقع في غضون ساعات». وندد المتحدث أيضاً باستمرار وجود أشلاء لضحايا الطائرة في الموقع معتبراً ذلك «أمراً غير معقول». وتقول السلطات الهولندية إن بعض أشلاء ضحايا الطائرة قد لا تنتشل أبداً.. وقال قائد الشرطة الهولندية جيرار بومان أمام البرلمان في لاهاي «أعتقد أن الفرص ليست كبيرة» لانتشال كل الإشلاء. وأعلنت كييف الاثنين أن معطيات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة تشير إلى «تعطل الضغط» بسبب «قوة الانفجار» الذي نجم من صاروخ انشطاري. وتم كشف معطيات الصندوقين الأسودين في بريطانيا بعدما سلمهما المتمردون الموالون لروسيا الى مسؤولين ماليزيين.
ونددت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان الاثنين بأسقاط الطائرة الماليزية معتبرة أنها قد تعتبر جريمة حرب وطالبت بتحقيق «فعال ومستقل ومعمق وحيادي». وقالت: «هذا الانتهاك للقانون الدولي ونظراً للظروف الحالية، قد يعتبر جريمة حرب».
وكانت طائرة البوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الماليزية تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصاً عندما أصابها صاروخ في 17 تموز - يوليو وهي على علو نحو عشرة آلاف متر فوق أراض في شرق أوكرانيا خاضعة لسلطة الانفصاليين. وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على «عملية مكافحة الأرهاب» في شرق أوكرانيا التي أوقعت بحسب الأمم المتحدة أكثر من 1110 قتلى، يحقق الجيش الأوكراني المزيد من التقدم في الأيام الأخيرة.
وأعلنت السلطات المحلية في لوغانسك التي يسيطر عليها المتمردون أمس الثلاثاء أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بسبب «إطلاق النار المستمر» على البلدة في الساعات الـ 24 الماضية.. وفي هذا الوقت تستعد قوى غربية لتشديد العقوبات على روسيا التي يحملونها مسؤولية دعم المتمردين وتزويدهم بأسلحة. ويتوقع أن يقر سفراء الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد في بروكسل عقوبات مشددة على روسيا في أربع قطاعات أساسية: دخول الأسواق المالية ومبيعات الأسلحة والتقنيات الحساسة في مجال الطاقة والسلع ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني. والعقوبات قد تغرق روسيا في انكماش، بعدما لم تسجل أي نمو في الفصل الثاني من العام.
وقامت واشنطن التي تعتقد أن روسيا زودت المتمردين بالصاروخ الذي استخدم ضد الطائرة الماليزية، بنشر صور لتعزيز تاكيداتها بان موسكو تلعب دوراً مباشراً في النزاع. ونفت روسيا الاتهامات الغربية وأكد زعيم المتمردين إيغور ستريلكوف أن الانفصاليين لا علاقة لهم بكارثة الطائرة الماليزية. وقال «لا أعلم كيف أسقطت الطائرة وباي وسيلة. ما أعرفه هو أنها اسقطت، والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن رجالي لم يقوموا بذلك» مشيراً إلى أنه لا يملك أي أنظمة صواريخ من نوع «بي يو كي».