عزيزتي الجزيرة تعقيباً على ذاك المقال المهم لكل العقلاء المنشور في العدد 15193 الذي صرخ من خلاله الأستاذ محمد آل الشيخ بأن مؤامرة تُصنع للقضاء على ما بقي من مخزون مائي محدود في البلاد، وما يحز في النفس أنها تتم بأيدي مواطنين مثلنا في الجنسية ومختلفون عنا في الوطنية. إبان تواجد معالي د. غازي القصيبي وزيراً في وزارة المياه كتبت له نداء منذ سنوات في هذه الصفحة العدد 11244 بعنوان (الفزعة يا أبا يارا فإن الماء قد غارا)، بيّنت فيه ظاهرة غول الفقر المائي الذي بدأ فعلاً يشحذ أنيابه لينشبها في خاصرة الوطن بسبب أبقار أو جمال تُسمّن بأعلاف تُسقى بماء الحياة النادر في وطن لا نهر ولا مطر فيه، إذن بما أننا أمام قضية خطيرة فالحاجة ملحة لحل جذري؛ لذا نناشد وزير المياه وضع برنامج جدي لإنقاذ هذا الوطن من آفة العطش التي صارت تقرع طبولها بين القرى والمدن، فكما تم إيقاف زراعة القمح فيجب وقف زراعة الأعلاف وعلى من يحتاج أعلافاً أن يستوردها. وكذلك وقف التوسع في زراعة النخل الذي بلغت أعداده فوق الحاجة وفوق القدرة على سقياه.. ثم إعادة النظر بالتوسع في زراعة الزيتون بملايين الأشجار مع أن هذا المُنتج لا تزيد ثقافتنا بإنتاجه عن ثقافة الفرنسيين حول أيهما أفضل (الخلاص أو السكري) وأيضاً لا داعي لهذا الإسراف بإنتاج الجح الذي تشرب الجحة الواحد وايت ماء كاملا قبل قطفها وبيعها.. ولأجل معالجة تلك القضية يجب إلزام كل مُزارع بوضع (عداد لاستهلاك الماء) وتحديد نوع وكمية ما يزرعه... نكرر النداء لكل العقلاء أن أنقذوا الوطن من هذا العبث بالمياه.