مثَّل المسلسل الكوميدي «خميس بن جمعة» حالة استثنائية إيجابية للسعوديين في رمضان الذي نودعه اليوم، وكان لهم خلال الثلاثين حلقة الماضية مكان آمن للنطق بلسانهم والنظر بأعينهم. ويلعب الممثل الكوميدي فايز المالكي دوراً مهماً في توعية المجتمع والتناغم مع أفراحه وأحزانه من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إذ يتابعه الملايين، وتجد تغريداته المنصبَّة في الجانب الاجتماعي الخدمي أصداءً لا تماثلها أي أصداء لمشهور سعودي آخر. إننا اليوم أمام حالة «استثنائية» اسمها فايز المالكي شخصية كوميدية محبوبة، أو كحالة جعلت من شهرتها «منصّة» لتقديم الخدمات لمن هم بحاجة إليها.
وبالعودة إلى مسلسل «خميس بن جمعة» فقد تطرّق المسلسل إلى قضايا معاصرة طرحها الكاتب مازن طه والمخرج محمد العوالي، وكانت حلقات المسلسل حديث الشارع السعودي بين مؤيد ومعارض، وكانت حلقات المسلسل حديث الشارع بين مؤيد ومعارض، ولولا ضرب الحلقات على «وترٍ حساس» ما جاء هذا السجال الاجتماعي.
إن من حَسَنات روتانا خليجية لهذا العام هو جعل مسلسل «خميس بن جمعة» كأحد أبرز أعمال المحطة في وقت الذروة، ونعلم جيداً أن إدارة القناة لن تجامل فايز المالكي لتضعه في هذا التوقيت «القاتل» لو لم تجد فيه ما يشفع له هنا. ما يميز فايز المالكي أنه شخصية قابلة للتطور، ويستمع جيداً لكلمات النقد أولاً قبل كلمات المديح، لأنه يعلم أن النقد يعدِّل ما تعثّر فلا يعود للخطأ مرة أخرى ويتجاوز ذلك بكل ثقة. نحن بحاجة إلى طرح قضايانا بكل «شجاعة» كما أننا بحاجة إلى كوميديا تخرجنا من حالة الركض الدائم والانشغال بالحياة، والذكي من يجمع بين هذين النقيضين لتقديمهما للمشاهد على طبق من «عمل» محترم يجعلنا نذكره بخير، بدلاً من الأعمال التي أنتجت وعرضت ولم تترك أثراً في أحد.
مسلسل «خميس بن جمعة» لعب دور البطولة فيه فايز المالكي والنجم الكويتي محمد المنصور والعمانية فخرية خميس والبحرينية سعاد علي، فيما شهد العمل مشاركة النجم الدكتور راشد الشمراني وعودة قوية للنجم عبدالله عسيري، الذي لعب دور «اليمني» الحكيم، إلى جانب عوض عبدالله وحمد المزيني وعبدالعزيز السكيرين ومشاركة أولى لنجم «الكيك» طلال فلاتة هوساوي، وغيرهم من نجوم وشباب الدراما السعودية.