ما يحدث في نادي الشعلة الآن لا أعتقد أنه يواكب طموحات محبي سفير الخرج والجماهير الرياضية في المحافظة؛ فالعمل الذي قدمته الإدارة خلال المواسم الثلاثة الماضية اختلف اختلافاً كلياً هذا الموسم؛ إذ تراجع كثيراً، مع أنه من المفترض أن يحدث العكس، خاصة أن إشادتنا بالإدارة كثيراً المواسم الأخيرة ليست مجاملة، بل نظير العمل المميز الذي قدمته، وكان حصيلته صعود الفريق لدوري جميل، واستمراره ثلاثة مواسم على التوالي، اكتسبت من خلاله الخبرة، وتمرست في دوري جميل.
يؤسفني أن أصف ما تقدمه الإدارة الشعلاوية من عمل حالياً بالعشوائي، سواء على مستوى التنظيم الإداري للفريق الذي افتقد الخبير يوسف العنزي مدير الفريق، الذي تم إعفاؤه من مهمته، ولم يتم حتى الآن إيجاد بديل له، وحتى على صعيد التعاقدات، سواء المحلية والأجنبية، والأخيرة حتى هذه اللحظة لم تكتمل؛ إذ تم التوقيع مع لاعبَين أجنبيَّين فقط، هما المدافع الغاني أحمد آدم والأردني ياسين بخيت، فيما اعتذر البرازيلي جونيور عن عدم الحضور؛ ما زاد الأمر سوءاً، خاصة أن أجانب الفريق في الموسمين الماضيَين كانوا يشكلون قوة ضاربة للفريق بوجود الهداف المغربي حسن الطير الذي سجل من الأهداف الـ30 (هي حصيلة الفريق في الدوري) 10 أهداف، وصنع مثلها، فيما لاعب المحور المالي لاسانا سجل 4 أهداف، رغم أنه غالباً ما يقوم بأدوار دفاعية برفقة المالي الآخر ممادو صاحب الهدف الوحيد.
وهذا الثلاثي كثيراً ما يكون له دور كبير في نتائج الفريق، إضافة للمهاجم وليد الجيزاني الذي سجل للفريق 7 أهداف، فيما بديله فهد المنيف كان له هدفان، أي أن ما يصل لـ80 % مما سجل الفريق كانت من نصيب من غادروا الفريق. وحتى على مستوى التعاقدات المحلية، من الواضح أن الاجتهادات غلبت عليها من ناحية الكم والكيف؛ إذ تم التعاقد مع قلبي الدفاع ماجد العمري لاعب الاتفاق السابق وأمجد برناوي لاعب الوطني، وقبلهما تم إحضار المدافع الأجنبي أحمد آدم، إضافة لوجود كابتن الفريق راشد الدويسان وسلطان الطميحي وفهد هذال ومشعل العجمي .. هذا الكم من متوسطي الدفاع الذي يصل عددهم لرقم 7 يناقضه تماماً مركز الحراسة التي لا يوجد فيه سوى سعيد الحربي وخالد ناصر فقط، ومركز الظهير الأيمن الذي عانى منه الفريق كثيراً لعدم وجود بديل لماجد محمد رغم اجتهاد من اقتحموا هذا المركز.
كما أن وسط الميدان لا يقل عن سابقيه، خاصة في خانتي المحور الدفاعي وصناعة الألعاب.
وهذا المناطق كان يلعب فيها الموسمين الماضيَين الثلاثي الأجنبي الهداف المغربي حسن الطير والماليان لاسانا وممادوا. هذا الثلاثي كان له ثقل كبير في الفريق، وسيعاني الفريق ما لم تتدارك الإدارة الوضع، وتجلب أفضل منهم، أو من هم في مستواهم. فلا أعتقد أن عبدالله الكثيري لاعب الصقور أحد أندية الدرجة الثانية سيعوض غياب الطير. وهنا لا بد أن أشيد بالتوقيع مع اللاعب سلطان البرقان الذي يجيد اللعب في مركز المحور الدفاعي، وهذا المركز بحاجة لأثر من لاعب مميز، وكان من المفترض الاستغناء عن المدافع الأجنبي طالما تم التوقيع مع المدافع ماجد العمري وتعويضه بمحور أجنبي. ومما زاد الوضع الشعلاوي صعوبة اعتذار صانع الألعاب البرازيلي جونيور عن عدم الحضور؛ ليبقى اللاعب عبدالله الكثيري وحيداً في هذا المركز حتى الآن.
أما مركز رأس الحربة فلا يزال محبو الشعلة ينتظرون بشغف اسم المهاجم الأجنبي القادم؛ إذ لا ترتقي الاستقطابات التي تم جلبها حالياً لمستوى المهاجم السابق وليد الجيزاني.
الغريب أن الفريق الذي مضى على استعداده ما يقارب الشهر لم يخُض أي مباراة ودية، وحتى المعسكر المقرر في مصر تحول للإمارات في اللحظات الأخيرة. عموماً، وما أنا متأكداً منه هو أن ما حدث وما سيحدث ستكون حجته عدم وجود موارد مادية، وأعتقد أن هذا ليس بجديد، خاصة أننا ندرك أن رجال الأعمال الذين استفادوا من خيرات المحافظة لا يؤمنون بأن الرياضة ضمن المسؤولية المجتمعية.
نعم، الشركات الكبرى اتخذت من الخرج موقعاً لها، واستفادت من خيراته، وهو ما يردده كثير من رياضيي الخرج، لكن هذه الشركات تحتاج لإقناع بالتوقيع كشركاء ورعاة وليس كمتبرعين؛ لذا الأمر يتطلب - خاصة من الإدارة الشعلاوية - جلب متخصصين في مجال الاستثمار ومسوقين كما فعل الرائد والتعاون والعروبة الذين يحظون برعاية من شركات كبرى، والشعلة ليس أقل حالاً منهم.
أما العزف على عدم توافر المادة فهو ما سيسقط شعلة الخرج إلى ركاء، وبعدها لن يفيد الندم.