احتشد أكثر من مليون مصل مساء أمس في المسجد النبوي وأسطحه والساحات المحيطة به لأداء صلاة العشاء والتراويح وحضور دعاء ختم القرآن، في أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع والأخوة التي جمعت قلوب المسلمين ما بين مواطنين ومقيمين وزوار لطيبة الطيبة من داخل المملكة وخارجها الذين تتزايد أعدادهم في العشر الأواخر من الشهر الكريم.
وتلا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي دعاء ختم القرآن الكريم, حامداً الله تعالى على نعمه وفضله, وما أسبغ به على جموع المسلمين من إتمام صيام الشهر الفضيل وقيامه, سائلاً المولى - عز وجل - لهم القبول والرضوان والعتق من النيران.
وبتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة, باشرت جميع الجهات ذات العلاقة تقديم خدماتها ووفرت طاقاتها وأعدت كل ترتيباتها لكي يؤدي المسلمون عباداتهم في أجواء إيمانية، مما أسهم بفضل الله تعالى في تحقيق أقصى درجات النجاح للخطط التشغيلية لتلك الجهات التي انتشرت في داخل وخارج المسجد النبوي والساحات المحيطة والطرقات المؤدية إليه.
وفي هذا الإطار بادرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بتكثيف خدماتها المباشرة لمواكبة كثافة المصلين الذين توافدوا مبكراً إلى المسجد النبوي، فضلاً عن آلاف المعتكفين الذين يقضون ليلتهم ما قبل الأخيرة في رحابه, وجاءت ترتيبات الوكالة لهذه الليلة امتداداً لخطتها التشغيلية للعشر الأواخر من الشهر الفضيل, حيث تم فرش جميع المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية بأكثر من (10.500) سجادة ومدة، كما تم تجهيز المساحة الغربية وتخصيصها كمصلى للنساء, كما تم فتح الممرات في الساحات وداخل المسجد النبوي والسطح, ونشر المراقبون الميدانيون الذين تولوا تنظيم صفوف المصلين وتوجيههم للأماكن الخالية, وتوجيه النساء لأقسامهن والساحات المخصصة لهن.
كما وفرت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي أكثر من (13,000) حافظة لمياه زمزم الباردة, وكذلك (39) خزاناً من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة, إلى جانب (385) نافورة شرب في الساحات، وفتح أكثر من (100) باب, وتشغيل السلالم الكهربائية لدخول المصلين للمسجد النبوي والصعود للسطح, وتشغيل كامل الطاقة الخاصة بالتكييف ليشمل مساحة (100.000م2), وتشغيل (436) مروحة رذاذ لتلطيف الجو داخل ساحات المسجد النبوي التي تبلغ مساحتها (365.000 م2).
وهيأت مواقف السيارات تحت الساحات لاستيعاب نحو(4200) سيارة, وتشغيل كامل مباني الخدمات الخاصة بنقاط الوضوء سواء الخاصة بالنساء أو الخاصة بالرجال التي تحوي أكثر من (3000) دورة مياه, ودعمها بنحو (300) نقطة وضوء جديدة إلى ما هو موجود من السابق وعددها (11000) نقطة وضوء خدمةً لزوار المسجد النبوي الشريف, إضافة إلى استمرار توفير جميع الخدمات الإرشادية, ومختلف أشكال العناية بضيوف الرحمن قاصدي المسجد النبوي تنفيذاً لتوجيهات الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -, ولكي ينعم المصلون بالعناية اللازمة التي تمكنهم من أداء العبادة بيسر وسهولة.
ونفذت الجهات الأمنية خططها التي ركزت خلالها على تنظيم وصول المركبات إلى المنطقة المركزية ومواقف المسجد النبوي, وعبور المشاة بشكل انسيابي من كل المحاور والاتجاهات, وحرصت إدارة مرور المدينة المنورة على نشر أفرادها وآلياتها في محيط المنطقة المركزية لمنع وقوف المركبات على جانبي الطرقات المؤدية إلى المسجد النبوي, لتسهيل حركة السير, ورفع المركبات المخالفة فوراً.
وعزّز مشروع «النقل الترددي» من النجاح الذي حققته الجهات الحكومية في ضبط حركة السير وتقليص ازدحام المركبات من خلال عشرات الحافلات التي نقلت آلاف المصلين من الأفراد والعائلات إلى المسجد النبوي بدءا من الخامسة من عصر اليوم ذهاباً وإياباً, وأسهمت بشكل مباشر في احتواء حالات الازدحام التي كانت تشهدها المنطقة المركزية ليلة ختم القرآن، حيث عمد القائمون على المشروع إلى استحداث موقع خامس تضاف لأربعة مواقع لنقل المواطنين والمقيمين من أنحاء المدينة المنورة إلى ساحات المسجد النبوي منذ مطلع الشهر الفضيل, كما كلفت إدارة مرور المدينة المنورة ضباطاً وأفراد لتغطية كل مسارات النقل الترددي ذهاباً وإياباً لمتابعة مسارات وخطوط خدمة النقل الترددي.
ونشرت فرق الدفاع المدني أفرادها وآلياتها لتنفيذ خطة القطاع لليلة ختم القرآن الكريم, حيث سخرت تجهيزاتها في مختلف المراكز الموسمية والمساندة للتعامل مع الطوارئ, لتحقيق أعلى درجات الفاعلية والاستجابة للأخطار, كما نشرت وحداتها في أماكن الازدحام في المنطقة المركزية.
وواصل الهلال الأحمر السعودي بالمدينة المنورة توزيع آلياته وفرقه الطبية والإسعافية بمحاذاة ساحات المسجد النبوي, لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للزائرين والمصلين, ونقل الحالات الطارئة للمستشفيات والمراكز الصحية الموسمية, بالقرب من المسجد النبوي, بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة بالأجهزة الطبية اللازمة, وبالعربات المخصصة لنقل المرضى, وذلك ضمن خطة تركز على تكثيف الخدمات الصحية والعلاجية، كما تم استحداث مركزا للإسناد البشري والآلي لتقديم الخدمة الطبية بالتنسيق مع مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة.
وشارك بفاعلية أفراد جمعية الكشافة بالمدينة المنورة في تقديم خدمات الإرشاد للزوار ومساندة الجهات المعنية في تنظيم وصول المصلين إلى ساحات المسجد النبوي, ومساعدة كبار السن, وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى في الانتقال من وإلى المسجد النبوي.