دعونا نلتفت إلى حالات التهور والعبث والقتل في شوارعنا، أعيدوا قراءة عناوين الصحف المحلية وضعوها في آلة الإحصاء لتروا أن معظم عناوينها تنذر بتصاعد العنف في مجتمعنا.
منذ أيام قرأنا عن شاب قتل والده وآخر قتل والدته، وفي اليوم الأربعاء 18 رمضان شابان يقتلان والدهما في صامطة، وقد يقول أقارب هؤلاء إنهم كانوا في حالة سكر وإدمان، وليت هذه الحالات وحيدة أو نادرة ولكن القراء يتذكرون حالات كثيرة مماثلة من هؤلاء المدمنين، ومن المؤسف حقاً أن هذه الحالات تتكرر من حين لآخر ولا نفعل شيئا أكثر من نشر الخبر واستنكاره.
ألم نشاهد العشرات من هؤلاء المدمنين والمروجين والمختلين عقلياً يجوبون شوارعنا، ويعرفهم البعض منا ومن رجال الأمن وعندما نسأل لماذا لا يتم القبض عليهم، يأتي الجواب من رجال الأمن بأنه لا توجد تعليمات تخولهم القبض على أحد قبل أن يُقْدمَ على عمل أو اعتداء، والأدهى من ذلك أن بعض الأولياء يلتمسون عذراً للفاعل بأنه في حالة سكر!
ونحن نقول ما الفائدة من القبض على أحدهم بعد أن يقتل أمه أو أباه أو أحد المارة بالتفحيط أو يسرق البنوك أو المحلات لإشباع حاجة الإدمان، أليس من الأجدر بوزارة الداخلية والجهات الاجتماعية المسئولة أن يحجروا على هؤلاء قبل فوات الأوان كما يحجرون على المتهمين أمنياً أو سياسياً.
أين الجهات المعنية والمصلحون ووزارة الشئون الاجتماعية؟ من هذه الحالات التي تشغل الرأي العام وقد تتحول إلى ظاهرة أو وباء، إن لم يبادر المسئولون إلى بحث الأسباب وعلاجها واتخاذ خطوات عملية بشأنها.
ومن حق المجتمع أن يطالب بعمل رادع يحفظ أمنه ويقيه من أعمال العنف والقتل والسرقات المتكررة؟ وكما تألمنا لمقتل (ناهد) في وسط شوارع بريطانيا، فإنه خليق بنا أن لا نتوقف عن بحث تلك الأسباب وعلاجها حتى يتوقف قتل الآباء والأمهات على أيدي أبنائهم.